مصر تتصدر مشتري الغاز الأميركي المسال.. تحولات جغرافية وصعود صاروخي للصادرات الأميركية
أظهرت بيانات وزارة الطاقة الأميركية لشهر يوليو 2025 ارتفاع صادرات الغاز الطبيعي المسال (LNG) إلى مستويات قياسية، مع تصدّر مصر قائمة المستوردين لأول مرة، في وقت تواصل فيه الولايات المتحدة إعادة تشكيل خارطة تجارة الغاز العالمية، وسط استمرار النزاعات التجارية مع الصين التي توقفت تمامًا عن استيراد الغاز الأميركي.
قفزة قياسية في الصادرات الشهرية
بلغت صادرات الولايات المتحدة من الغاز الطبيعي المسال في يوليو نحو 435.8 مليار قدم مكعب (حوالي 12.3 مليار متر مكعب)، أي زيادة تفوق 34.6% عن يوليو 2024، وارتفاع 7.4% عن يونيو الماضي. وشهد الشهر شحن 138 ناقلة غاز مسال، ما يعكس الطلب المتزايد على الغاز الأميركي في الأسواق العالمية، خاصة بعد تراجع إنتاج بعض الدول الأوروبية نتيجة صعوبات الطاقة المستمرة.
مصر تتصدر المشهد
حافظت مصر على مكانتها كمستورد رئيسي للغاز الأميركي، مع استيراد 61 مليار قدم مكعب (حوالي 1.73 مليار متر مكعب) في يوليو وحده. وجاءت هولندا في المرتبة الثانية بـ 53.8 مليار قدم مكعب، وإسبانيا ثالثة بـ 39 مليار قدم مكعب، تلتها ألمانيا 35.5 مليار قدم مكعب وإيطاليا 24.6 مليار قدم مكعب. وتشكل هذه الدول مجتمعة نحو 49.1% من إجمالي صادرات الغاز الأميركي، في مؤشر على استمرار اعتماد أوروبا على الغاز الأميركي لتعويض العجز عن الإمدادات الروسية.
تحولات جغرافية ملحوظة
أظهرت البيانات تغيّر نسب الصادرات بين القارات:
ارتفعت حصة آسيا إلى 21.5% من إجمالي الصادرات، مقابل 21.4% في يونيو.
انخفضت حصة أوروبا إلى 54.5% نتيجة زيادة الطلب في دول أميركا اللاتينية وإفريقيا.
الصادرات إلى الصين ظلت صفرًا بسبب تصاعد النزاعات التجارية بين واشنطن وبكين، وهو ما يعكس استمرار تأثير السياسات التجارية على ديناميكيات سوق الطاقة العالمي.
أداء سنوي متصاعد
على مستوى الفترة من يناير حتى يوليو 2025، صدرت الولايات المتحدة نحو 3.007 تريليون قدم مكعب من الغاز المسال (حوالي 85.1 مليار متر مكعب) بزيادة 21% مقارنة بالفترة نفسها من 2024. وتركزت الصادرات الأوروبية على نحو 69% من الإجمالي (59 مليار متر مكعب) بزيادة 62% عن نفس الفترة من العام الماضي، في حين تلقت آسيا 18% فقط (15.4 مليار متر مكعب) من إجمالي الصادرات، مؤكدًا تراجع حصة القارة نتيجة الصراعات التجارية.
تأتي هذه الأرقام في سياق التحولات المستمرة في سوق الغاز العالمي، حيث تسعى الولايات المتحدة إلى تعزيز وجودها في أوروبا وآسيا، مع استثمار طلب مصر المتزايد على الغاز المسال لتعزيز نفوذها في المنطقة. وتوضح البيانات أن أوروبا لا تزال الوجهة الرئيسية للصادرات الأميركية، بينما تشهد الأسواق الآسيوية بعض التراجع بسبب النزاعات التجارية.
البيانات تؤكد أن الولايات المتحدة نجحت في زيادة صادرات الغاز المسال على نحو قياسي، مع تعزيز مكانة مصر كمستورد رئيسي، واستمرار تراجع الصادرات إلى الصين بسبب الحرب التجارية، ما يفرض ديناميكيات جديدة على تجارة الطاقة العالمية ويبرز دور السياسة والاقتصاد في تحديد مسارات الإمداد والاستثمار.
