سلم متحرك شاشة صامتة وصوت مقطوع.. ترمب يصف خطابه في الأمم المتحدة بـ"عملية تخريب متعمده"

2025.09.25 - 01:36
Facebook Share
طباعة

أثار الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب موجة جدل واسعة بعد حديثه عن أعطال تقنية شهدتها جلسة خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، ووصفها بأنها «عملية تخريب ثلاثية». ترمب، الذي عبّر عن غضبه عبر شبكته الاجتماعية الخاصة، طالب بتحقيق فوري من المنظمة الدولية، معتبراً أن ما حدث لم يكن مجرد مصادفة، بل سلسلة أحداث خبيثة تهدف إلى تقويضه.


بدأت سلسلة الأعطال، وفق ما رواه ترمب، منذ صعوده إلى السلم المتحرك في مقر الأمم المتحدة برفقة زوجته ميلانيا، حيث تعطّل السلم فجأة، مما اضطرهما للإمساك بالدرابزين لتجنب السقوط. واعتبرت الأمم المتحدة لاحقاً أن هذا الخلل ناتج عن تفعيل آلية الأمان عن غير قصد من قبل مصوّر تابع للبيت الأبيض، بينما أكدت «الخدمة السرية» أنها تحقق في الموضوع للتأكد من صحة الرواية.

لم تقتصر المشكلات على السلم المتحرك، إذ تعطل في البداية أيضاً نظام شاشة التلقين الخاص بالخطاب، وهو النظام الذي يديره البيت الأبيض، ما أثار شكوك ترمب حول وجود نوايا خبيثة. ولم تكتمل الأحداث دون الإشارة إلى خلل ثالث، يتعلق بنظام الصوت أثناء إلقاء الخطاب، حيث أُبلغ الرئيس السابق لاحقاً بأن الصوت كان مقطوعاً تماماً في القاعة، رغم تصميم النظام لتوفير الترجمة بست لغات عبر السماعات المخصصة للحضور.

واستخدم ترمب هذه الأعطال لتوجيه انتقادات حادة للمنظمة الدولية، مستعرضاً مخاطر التغير المناخي، مهاجماً سياسات الهجرة، وموجهاً رسائل نقدية إلى أوروبا، في خطاب بدا أشبه بلائحة اتهام.


الأحداث تأتي في وقت تتزايد فيه التوترات بين ترمب والأمم المتحدة، حيث ينظر إلى خطاباته وتحركاته السياسية بحذر شديد من قبل المؤسسات الدولية، خاصةً بعد فترات رئاسته المثيرة للجدل. ويطرح هذا الحادث عدة تساؤلات حول الإجراءات التقنية والأمنية المتبعة لحماية الشخصيات السياسية الكبرى داخل مقرات الأمم المتحدة، ودور الأجهزة التابعة للبيت الأبيض في إدارة التسهيلات التقنية، بما فيها شاشات التلقين وأنظمة الصوت.

الموقف الرسمي للأمم المتحدة جاء متحفظاً، مؤكداً أن معظم الأعطال كانت نتيجة إجراءات أمان أو إدارة الأجهزة التقنية من قبل جهات خارجية، بينما يصر ترمب على اعتبار ما حصل «عملية تخريب متعمدة»، مطالباً بتحقيق سريع يكشف المسؤولين ويعيد الثقة بالنظام المؤسسي للمنظمة.


تجسد حادثة الأعطال التقنية أثناء خطاب ترمب أمام الأمم المتحدة تصاعد التوتر بين الرئيس الأميركي السابق والمنظمات الدولية، وتعكس مدى حساسية التعامل مع الشخصيات السياسية الكبرى والتحديات اللوجستية والأمنية التي تواجهها الأمم المتحدة في استضافة فعاليات على مستوى عالمي. وبينما تتواصل التحقيقات الداخلية، تبقى الأزمة موضوعاً للرأي العام، وتفتح باب النقاش حول قدرة المؤسسات الدولية على إدارة مثل هذه المواقف دون إثارة الجدل. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 4 + 1