قبيل مغادرته إلى الولايات المتحدة للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عزمه التركيز في كلمته المرتقبة ولقائه مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب على ما وصفه بـ"الفرص العظيمة" التي أتاحتها الانتصارات العسكرية الأخيرة. تصريحات نتنياهو جاءت وسط تصاعد الضغوط الدولية، بعد اعتراف 11 دولة بدولة فلسطين، وفي ظل احتجاجات داخلية متزايدة ضد استمرار الحرب وسياساته الداخلية.
قال نتنياهو في مؤتمر صحفي قبيل مغادرته تل أبيب إن خطابه في الأمم المتحدة سيسلط الضوء على "حقيقة إسرائيل وجنود جيش الدفاع الإسرائيلي"، مضيفاً أنه سيدين القادة الذين "يسعون إلى منح قتلة ومغتصبي الأطفال دولة في قلب أرض إسرائيل"، على حد تعبيره.
وأوضح أن محادثاته مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب ستتركز حول إعادة الرهائن، وهزيمة حركة حماس، وتوسيع دائرة السلام التي يعتبرها ممكنة بعد ما وصفه بـ"النصر التاريخي". كما تمنى أن يكون العام المقبل "عاماً من الأمن والازدهار والسلام لمواطني إسرائيل والشعب اليهودي".
لكن تحركات نتنياهو لم تمر دون معارضة داخلية؛ إذ نظم مئات المتظاهرين احتجاجاً في مطار بن غوريون قبل مغادرته، رافعين الأعلام الإسرائيلية ولافتات تطالب بإنهاء الحرب وإجباره على الاستقالة. أحد المتظاهرين دعا الرئيس الأميركي للتدخل من أجل الإفراج عن الرهائن، فيما تعهد آخر بمواجهة نتنياهو "لإعادة الديمقراطية إلى إسرائيل".
وفي موازاة ذلك، جدد نتنياهو رفضه القاطع للاعترافات الدولية بدولة فلسطين، قائلاً إن "استسلام بعض القادة المخزي للإرهاب الفلسطيني لن يلزم إسرائيل بأي حال من الأحوال"، مؤكداً أن "لن تكون هناك دولة فلسطينية". وأوضح أن الاعترافات التي صدرت عن 11 دولة غربية مؤخراً "غير ملزمة لإسرائيل" ولا تغيّر من الواقع القائم.
تحركات نتنياهو تعكس إصراره على تقديم صورة إسرائيل كطرف منتصر عسكرياً وساعٍ لتوسيع علاقاته الإقليمية والدولية، في مقابل إنكار أي مسار سياسي يقود إلى إقامة دولة فلسطينية. إلا أن التحديات التي يواجهها لا تقتصر على الضغوط الدولية المتزايدة، بل تشمل أيضاً معارضة داخلية متنامية تطالبه بإنهاء الحرب وإعادة ترتيب البيت السياسي الإسرائيلي، وهو ما يجعل خطابه في نيويورك محط متابعة مكثفة من مختلف الأطراف.