العراق: تفشي فيروس قاتل يهدد الماشية والبشر

متابعات _ وكالة أنباء آسيا

2025.09.24 - 06:39
Facebook Share
طباعة

وصل عدد الوفيات بالحمى النزفية إلى 42 حالة من بين 296 إصابة خلال الأشهر التسعة الأولى من العام، مع تركيز كبير في محافظة ذي قار، التي تمثل منطقة ريفية فقيرة تعتمد على تربية الماشية مثل الأبقار والأغنام والماعز والجاموس، هذه الظروف تزيد من انتقال الفيروس من الحيوانات إلى البشر، خاصة خلال عمليات الذبح والرعاية اليومية للماشية.
انتشار المرض يفاقم الأوضاع الصحية والاقتصادية، ويضغط على النظام الطبي المحلي الذي يعاني أصلاً من نقص الموارد والكادر المؤهل للتعامل مع الأمراض الفيروسية.

أسباب انتشار المرض:

انتقال الحمى النزفية مرتبط بزيادة أعداد الحشرات الناقلة للفيروس وملامسة دم وأنسجة الحيوانات المصابة.
توقف حملات التعقيم المنتظمة خلال عامي 2020 و2021 بسبب جائحة كوفيد 19 ساهم في تراكم المخاطر البيئية وارتفاع أعداد الحشرات والفيروسات ضعف التوعية الصحية بين السكان، وعدم الالتزام بالإجراءات الوقائية، أسهما في تفشي العدوى وانتشارها إلى فئات واسعة من المجتمع.

الفئات الأكثر عرضة:

العمل في مجال تربية الماشية والجزارة يشكل أكبر خطر للإصابة، لكن جميع الفئات معرضة إذا لم تُتخذ التدابير الوقائية اللازمة. الأعراض الأولية تشمل الحمى وآلام العضلات والبطن، وتتطور أحياناً إلى نزف داخلي وفشل أعضاء الجسم، مع معدل وفيات يصل إلى 40% في بعض الحالات. غياب لقاح للإنسان والحيوان يزيد من حدة التهديد، ما يجعل الوقاية الشخصية والإجراءات البيطرية أهم وسائل السيطرة على المرض.

المخاطر والانعكاسات المجتمعية:

تفشي المرض يهدد الأمن الصحي في الريف ويزيد من الضغوط الاقتصادية على الأسر التي تعتمد على تربية الماشية. انتشار العدوى قد يؤدي إلى تعطيل أنشطة الزراعة والاقتصاد المحلي، مع احتمالية انتقال المرض إلى مناطق أخرى إذا لم تُتخذ الإجراءات الفورية للسيطرة عليه.

توصيات استراتيجية:

حملات التعقيم والتوعية الصحية المستمرة تمثل أولوية للحد من انتشار الحمى النزفية. توفير الموارد الوقائية للريف ومربي الماشية، وتدريب العاملين على التعامل الآمن مع الحيوانات المصابة، يمكن أن يقلل من خطر الإصابة. تفعيل نظم مراقبة مبكرة للفيروس وتعزيز التعاون بين السلطات الصحية المحلية والدولية يضمن سرعة الاستجابة لأي تفشٍ محتمل.

ارتفاع حالات الحمى النزفية في العراق يتطلب استجابة متكاملة تشمل الوقاية، التوعية، والمراقبة المستمرة. التركيز على الريف والفئات الأكثر عرضة يمثل أولوية استراتيجية لتقليل الخسائر البشرية والسيطرة على المرض قبل أن يتوسع نطاق انتشاره ويشكل تهديداً أكبر على المجتمع بأكمله. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 4 + 7