في خطوة جديدة تؤكد التزامها التاريخي بالقضية الفلسطينية، وجهت حكومة الوحدة الوطنية الليبية برئاسة عبد الحميد الدبيبة رسالة رسمية إلى الدول التي لم تعترف بعد بالدولة الفلسطينية، داعيةً إياها لمراجعة مواقفها والشروع فورًا في خطوات عملية للاعتراف بحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة.
وأوضحت وزارة الخارجية والتعاون الدولي الليبية في رسالتها أن ليبيا كانت منذ عام 1967 أول دولة عربية تعترف بحقوق الفلسطينيين وتدعم نضالهم ضد الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدة على أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية ليس مجرد إجراء دبلوماسي روتيني، بل خطوة جوهرية على طريق تحقيق سلام عادل ودائم في المنطقة.
وشددت الرسالة على أن مثل هذا الاعتراف يمثل وسيلة فاعلة لتعزيز الاستقرار الإقليمي واحتواء أي تصعيد مستقبلي، في ظل الوضع الإنساني المتردّي في قطاع غزة، حيث يعاني الشعب الفلسطيني من الجوع والتشريد والقصف اليومي. واعتبرت حكومة الوحدة الوطنية الليبية أن هذه الأزمة الإنسانية تستدعي تدخل المجتمع الدولي عاجلًا لوقف المعاناة وحماية المدنيين.
كما أشارت الرسالة إلى أن الخطوة تأتي انسجامًا مع قرارات الشرعية الدولية، لا سيما قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة وميثاق الأمم المتحدة، مؤكدة أن الاعتراف بدولة فلسطين يشكل دعامة أساسية لتحقيق التسوية الشاملة والعادلة في المنطقة.
تأتي هذه الرسالة الليبية في وقت تشهد فيه القضية الفلسطينية تحديات متزايدة، مع استمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية وتصاعد الأزمة الإنسانية في قطاع غزة. ويعد موقف ليبيا، بوصفها واحدة من الدول العربية الرائدة في دعم حقوق الفلسطينيين، رسالة واضحة إلى المجتمع الدولي بضرورة احترام الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني والعمل الفوري لإقامة دولته المستقلة وفق المعايير الدولية.