جازية.. فلسطينية عمرها قرن تعيش نكبتين ونكسة وتُهجّر من جديد في غزة
أعلنت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، أن الفلسطينية جازية، التي تجاوز عمرها المئة عام، نزحت قسراً إلى جنوب قطاع غزة، لتصبح شاهدة على سلسلة متواصلة من التهجير والاقتلاع عاشها الشعب الفلسطيني منذ النكبة عام 1948.
جازية روت للأونروا تفاصيل رحلتها المؤلمة:
"كنت جالسةً على كرسي معدني متحرك على طول طريق مدمر، وكل متر عبرته يترك بصمته على جسدي الضعيف".
رغم شيخوختها، لم تُخفِ أمنيتها الوحيدة: أن يعيش أطفال ابنها في سلام وأمان بعيداً عن الحرب والدمار.
شاهدة على قرن من المآسي
جازية عاشت النكبة عام 1948، والنكسة عام 1967، واليوم تجد نفسها ضحية حرب جديدة تدفع المدنيين الفلسطينيين إلى النزوح الجماعي تحت القصف الإسرائيلي المكثف. ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي وصفوها بأنها "ذاكرة حية للقضية الفلسطينية"، مؤكدين أن قصتها تختصر المأساة التي يتوارثها الفلسطينيون جيلاً بعد جيل.
غزة تحت النار والنزوح يتواصل
بالتزامن مع قصة جازية، تواصلت عمليات النزوح الجماعي من مدينة غزة إلى الجنوب، بعد أن شنّ الجيش الإسرائيلي قصفاً مكثفاً بالأحزمة النارية على مخيم الشاطئ وحي النصر غرب المدينة. وأكد الهلال الأحمر الفلسطيني أن آليات الجيش الإسرائيلي تحاصر البوابة الجنوبية لمستشفى القدس في حي تل الهوى، مما يمنع دخول أو خروج المرضى والطواقم الطبية.
كما أعلن الدفاع المدني في غزة أن 15 شخصاً قتلوا فجر الأربعاء في غارات إسرائيلية استهدفت مناطق عدة بالقطاع.
حرب ممتدة منذ أكتوبر 2023
منذ هجوم حماس على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، تشنّ إسرائيل حرباً واسعة على قطاع غزة، أدت إلى دمار هائل ونزوح مئات الآلاف من السكان. وتوسّع الجيش الإسرائيلي خلال الأسابيع الأخيرة في عملياته البرية داخل مدينة غزة، ما تسبب في انهيار شبه كامل للبنية التحتية الإنسانية، وسط إدانات دولية متواصلة.
إنسانية تضيع تحت الأنقاض
قصة جازية تمثل صورة مكثفة للمعاناة الإنسانية في غزة: أجيال متعاقبة تواجه التهجير، النساء والأطفال يعيشون أهوال الحرب، والمستشفيات محاصرة. ومع استمرار الحرب والنزوح، تبقى أمنية جازية البسيطة – أن ينعم أحفادها بالسلام – بعيدة المنال في ظل واقع يغلب عليه الموت والدمار.
