عون يرفع الصوت في نيويورك: الاستقرار اللبناني مفتاح أمن المنطقة

2025.09.24 - 11:15
Facebook Share
طباعة

افتتح الرئيس اللبناني، جوزيف عون، كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الثمانين، بمناشدة دولية لدعم لبنان في مواجهة التحديات الاقتصادية والأمنية والسياسية. وتابع عون حديثه بكلمات قوية: "أتحدث عن السلام وبعض أهلي يُقتلون"، مؤكّدًا أن لبنان يواجه خطر الانزلاق نحو الفوضى إذا لم يحصل على الدعم الكافي.

وقال الرئيس اللبناني إن بلاده تعيش حالة من عدم الاستقرار غير المسبوق، مشيرًا إلى أن نجاح لبنان في تجاوز أزماته الاقتصادية والاجتماعية سيكون نموذجًا يُحتذى به في المنطقة. وأضاف: "إذا سقط لبنان فسيكون البديل نموذج التطرف"، في إشارة إلى مخاطر انتشار التطرف في حال فشل الدولة اللبنانية في حماية مواطنيها واستقرارها الداخلي.

 


برنامج التعافي الاقتصادي وأولويات الدولة اللبنانية

كشف عون عن بدء لبنان تنفيذ برنامج متدرج للتعافي الاقتصادي، هدفه إعادة بناء الاقتصاد الوطني، ودعم القطاعات الحيوية التي تضررت جراء الأزمات المتعاقبة. وأوضح الرئيس اللبناني أن لبنان يعاني من نزوح جماعي يُعد الأكبر في تاريخه نسبة إلى عدد السكان، الأمر الذي يزيد الضغوط على الموارد والخدمات العامة.

كما طالب عون بتوفير المقدرات اللازمة للقوات المسلحة اللبنانية لتمكينها من الدفاع عن الوطن، موضحًا أن لبنان لا يسعى إلى امتيازات خاصة، بل يطالب بمسؤولية دولية مشتركة للحفاظ على استقراره وسيادته.

 

الأمن الإقليمي والعلاقات الثنائية

في حديثه عن الوضع في جنوب لبنان، أكد الرئيس عون استمرار حالة عدم الاستقرار، مشيرًا إلى ضرورة تعزيز التعاون الإقليمي، ولا سيما مع سوريا، لتجاوز أعباء الماضي والعمل معًا على تعزيز الأمن والاستقرار. وشدد على أن لبنان يتطلع إلى شراكات عملية مع دول الجوار، ترتكز على احترام السيادة وحماية مصالح الشعب اللبناني.

 


الأمم المتحدة والدورة الـ80: ملفات حاسمة للتداول

انطلقت الثلاثاء في نيويورك أعمال الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة، بمشاركة العشرات من زعماء العالم، في نسخة تُهيمن عليها قضايا إقليمية ودولية معقدة تتشابك فيها السياسة مع الأمن والاقتصاد وحقوق الإنسان. وتأتي هذه الدورة في ظل تحديات عالمية غير مسبوقة، حيث يركز المجتمع الدولي على إيجاد حلول مستدامة للأزمات التي تؤثر على ملايين البشر حول العالم.


1. الحرب في قطاع غزة: المدنيون في مرمى الصراع

تستحوذ الحرب في قطاع غزة على اهتمام الدورة الأممية بشكل خاص، إذ يواجه المدنيون هناك مخاطر مباشرة من التصعيد العسكري المستمر. وتبحث الأمم المتحدة مع الدول الأعضاء سبل حماية السكان المدنيين وتخفيف معاناتهم الإنسانية، بما في ذلك توفير المساعدات الغذائية والطبية الطارئة. كما يناقش المجتمع الدولي آليات وقف إطلاق النار المؤقتة والتأكيد على الالتزام بالقوانين الدولية الخاصة بحماية المدنيين خلال النزاعات المسلحة، في ظل تزايد الدعوات لفتح ممرات إنسانية آمنة.

 


2. الأزمة الأوكرانية: تأثيرات عالمية تتجاوز الحدود

تأخذ الأزمة الأوكرانية أيضًا حيزًا كبيرًا في مناقشات الدورة، لا سيما تأثيراتها على الأمن الغذائي العالمي وأسواق الطاقة. فقد أدى النزاع إلى تعطيل سلاسل التوريد العالمية وارتفاع أسعار الحبوب والزيوت الأساسية، مما يزيد الضغوط على الدول الفقيرة والمجتمعات الأكثر هشاشة. كما يناقش الزعماء الدوليون سياسات الدعم الاقتصادي والإنساني لأوكرانيا، وسبل التوصل إلى حل سياسي يضمن استقرار المنطقة ومنع تصاعد النزاع إلى مستويات أوسع تهدد الأمن الأوروبي والعالمي.

 

3. الاعتراف بدولة فلسطين: دعم السلام العادل

تحظى قضية فلسطين باهتمام خاص في الدورة، مع تزايد الاعتراف الغربي بدولة فلسطين كخطوة لتعزيز حقوق الفلسطينيين على المستوى الدولي. يناقش قادة العالم سبل تعزيز السلام العادل والشامل، بما يشمل دعم حل الدولتين ووقف الاستيطان، إضافة إلى معالجة قضايا اللاجئين الفلسطينيين وحقوقهم الأساسية. وتأتي هذه النقاشات في سياق جهود الأمم المتحدة لتثبيت مبادئ القانون الدولي وحق الشعوب في تقرير مصيرها، مع محاولة خلق توازن دبلوماسي بين الأطراف المختلفة لتجنب مزيد من التصعيد الإقليمي.

 

4. الملف النووي الإيراني: التحدي الأمني الإقليمي والدولي

تظل الخلافات مع إيران حول برنامجها النووي محورًا أساسيًا على أجندة الدورة، نظرًا لما يحمله من تداعيات على الأمن الإقليمي والدولي. وتبحث الأمم المتحدة مع الدول الكبرى آليات الرقابة والضبط لضمان عدم تطوير أسلحة نووية، إلى جانب تعزيز الحوار السياسي لتجنب المواجهة العسكرية. ويشير الزعماء إلى أن أي تصعيد غير محسوب قد يؤدي إلى تفاقم الأزمات في منطقة الشرق الأوسط، مع انعكاسات مباشرة على أسواق الطاقة العالمية واستقرار الدول المجاورة.


5. شعار الدورة: نحو حلول عملية ومستدامة

تسعى الدورة الثمانون تحت شعار: "معًا بشكل أفضل: 80 عامًا وأكثر من أجل السلام والتنمية وحقوق الإنسان"، إلى تقديم حلول عملية للتحديات العالمية المعقدة. ويركز المجتمع الدولي على تعزيز السلام والأمن والتنمية المستدامة، مع التأكيد على حماية حقوق الإنسان، وضمان مشاركة كافة الدول في وضع سياسات تراعي مصالح الشعوب وتحديات العصر الحديث، بما في ذلك التغير المناخي والفقر والصراعات المسلحة.

 


كلمة الرئيس اللبناني أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة تمثل صرخة استغاثة دولية، تبرز هشاشة الوضع الداخلي اللبناني وتأثيراته على الاستقرار الإقليمي. وتحمل دعوة واضحة للمجتمع الدولي للوقوف إلى جانب لبنان، مع التأكيد أن دعم الدولة اللبنانية ليس مجرد خيار، بل استثمار في أمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط بأكملها.

 

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 9 + 6