صحف عبرية: نتنياهو يغامر بمستقبل فلسطين والتطبيع العربي
متابعات _ وكالة أنباء آسيا
نشرت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية تقريرًا يوضح المخاطر التي يواجهها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المطلوب أمام المحكمة الجنائية الدولية، حال قرر المضي قدمًا في ضم الضفة الغربية استجابةً لضغوط حلفائه السياسيين.
التقرير، الذي كتبته مراسلة الصحيفة فيليز سليمان، يسلط الضوء على التعقيدات السياسية والدبلوماسية لهذه الخطوة وتأثيرها المحتمل على اتفاقيات التطبيع مع الدول العربية.
التوازن بين التطبيع والضغوط الداخلية:
يشير إلى أن نتنياهو يجد نفسه أمام خيار صعب: إما الإقدام على ضم الضفة الغربية كليًا أو جزئيًا، أو البحث عن بدائل أقل إثارة للجدل، مثل تضييق الخناق على الاقتصاد الفلسطيني أو تقليص العلاقات القنصلية مع الدول الأوروبية، مثل فرنسا، التي تلعب دورًا في الاعتراف الدولي بفلسطين، اي خطوة لإلغاء آمال الفلسطينيين في إقامة دولتهم ستعرض اتفاقيات أبراهام للخطر، وهي الاتفاقيات التي يعتبرها الرئيس دونالد ترامب من أبرز إنجازاته في السياسة الخارجية.
من هنا، يصبح القرار الإسرائيلي محاطًا بتهديدات دبلوماسية مباشرة من الحكومات العربية، التي أكدت أن الضم سيكون خطًا أحمر قد يضع العلاقات في مرحلة حرجة.
التطورات على الأرض: المستوطنات وتعقيد الدولة الفلسطينية
على المستوى آخر، الحكومة الإسرائيلية عملت خلال عهد نتنياهو على توسيع المستوطنات في الضفة الغربية وتعزيز السيطرة على الأمن والموارد المالية الفلسطينية. ويضيف أن إسرائيل بدأت تنفيذ مشروع استيطاني مثير للجدل يهدف لعزل التجمعات الفلسطينية الرئيسية، مما يزيد من صعوبة قيام دولة فلسطينية متماسكة.
الرد المتوقع على الاعترافات الدولية:
يذكر أن نتنياهو أعلن أنه سيستجيب بحزم للاعترافات الدولية بفلسطين فور عودته من الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. ورغم واشنطن قد تدعم رد إسرائيل، إلا أن استمرار هذا الدعم ليس مضمونًا إذا أدت أي خطوة إلى الإضرار باتفاقيات أبراهام، وهو ما يزيد من المخاطر السياسية للقرار داخل أوساط حلفائه المحليين.
العواقب الإقليمية والدولية:
وفقًا للتحليل الوارد في الصحيفة، فإن ضم الضفة سيكون له عواقب دبلوماسية جسيمة: خفض مستوى العلاقات مع الدول العربية، تقويض فرص التوسع في اتفاقيات التطبيع، وإضعاف صورة إسرائيل كقوة مستقرة في المنطقة. هذا السيناريو يعكس هشاشة الموقف الإسرائيلي في مواجهة الضغوط الدولية، ويكشف التحديات التي يفرضها دعم المجتمع الدولي لحق الفلسطينيين في إقامة دولتهم.
خيار محفوف بالمخاطر:
يمكن قراءة التقرير على أنه تحذير استراتيجي لنتنياهو: المضي في ضم الضفة الغربية قد يحقق مكاسب داخلية محدودة لكنه يهدد مكتسبات دبلوماسية مهمة، ويضع إسرائيل أمام أزمة ثقة مع شركائها العرب والدوليين. وبالتوازي، يستمر الضغط على الحكومة الإسرائيلية لتجنب خطوات أحادية تزيد من تعقيد حل الدولتين وتضع الاستقرار الإقليمي على المحك.
