تقرير أممي: إسرائيل تستخدم الهدم والتوسع لإحباط أي أفق لدولة فلسطينية
متابعات _ وكالة أنباء آسيا
دخل ملف الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي مرحلة أكثر تعقيداً بعد نشر لجنة تحقيق تابعة للأمم المتحدة تقريراً يؤكد أن إسرائيل لا تتحرك فقط بدافع "الأمن"، كما تزعم، وإنما وفق رؤية استراتيجية تهدف إلى فرض سيطرة دائمة على قطاع غزة، وضمان أغلبية يهودية في الضفة الغربية.
التقرير الذي صدر يوم الثلاثاء يذهب أبعد من رصد الانتهاكات اليومية، إذ يقدم صورة متكاملة عن سياسة ممنهجة اعتمدتها السلطات الإسرائيلية، تقوم على الهدم واسع النطاق للبنية التحتية المدنية في غزة، وتوسيع المنطقة العازلة بما جعل إسرائيل تبسط سيطرتها على ما يقارب 75% من القطاع بحلول يوليو الماضي.
هذا التحول لا يمكن قراءته بمعزل عن رغبة إسرائيل في إعادة هندسة الجغرافيا والديموغرافيا بما يخدم مشروعها السياسي بعيد المدى.
الأمم المتحدة وصفت ما يجري بأنه محاولة لشرعنة واقع استيطاني جديد، سواء عبر خلق فراغ عمراني في غزة يسهل التحكم به، أو عبر تعزيز التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية لفرض أغلبية سكانية يهودية. وبهذا تصبح فكرة الدولة الفلسطينية المستقلة عملياً أبعد من أي وقت مضى، خصوصاً مع استمرار تغييب الحلول السياسية وتآكل مسار المفاوضات.
هذا التحقيق يضع المجتمع الدولي أمام اختبار مصداقية: هل سيظل يكتفي ببيانات التنديد، أم سيتحرك لتفعيل أدوات القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن التي تمنع تغيير الحقائق على الأرض بالقوة؟ في المقابل، فإن صمت العواصم الكبرى يعطي لإسرائيل غطاءً يكرّس الأمر الواقع، ويفرض على الفلسطينيين أثماناً إنسانية وسياسية باهظة.
