كارثة قادمة في اليمن.. الأطفال أول الضحايا وسوء التغذية يفتك بالمجتمع

2025.09.23 - 01:35
Facebook Share
طباعة

تعيش اليمن واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، حيث يواجه ملايين اليمنيين خطر المجاعة وسوء التغذية الحاد، في ظل تدهور اقتصادي مستمر، وصراع طويل الأمد، وتزايد الانتهاكات التي تعيق وصول المساعدات الإنسانية. مع انطلاق الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة، أطلقت 47 منظمة إنسانية دولية ومحلية نداءً عاجلاً لدفع المجتمع الدولي للتحرك قبل فوات الأوان.

تحذيرات المنظمات الإنسانية

في بيان مشترك، حذرت المنظمات الإنسانية، منها "أوكسفام"، "كير"، "المجلس النرويجي للاجئين"، و"إنقاذ الطفولة"، من أن الأزمة في اليمن "جردت الناس من أبسط مقومات الحياة، وجعلت من كل يوم صراعاً من أجل البقاء".
وأكدت المنظمات أن أكثر من 17 مليون شخص يواجهون خطر الجوع، بينهم 41 ألف شخص مهددون بمستويات كارثية، بينما يعاني 2.4 مليون طفل دون سن الخامسة من سوء التغذية الحاد، منهم مئات الآلاف معرضون لحالة تهدد حياتهم إذا لم يتم التدخل الفوري.

أسباب تفاقم الأزمة

تشير الإحصاءات إلى أن الأزمة الإنسانية في اليمن تتفاقم بسبب عدة عوامل، أبرزها:

انخفاض التمويل الدولي: حيث تواجه المساعدات الإنسانية أسوأ مستوياتها منذ عقد من الزمن.

تدهور اقتصادي حاد: يقوض قدرة الأسر على الصمود وتلبية احتياجاتها الأساسية.

انتشار الأمراض: التي تزيد من هشاشة المجتمع اليمني، خاصة الأطفال وكبار السن.

العوامل المناخية والكوارث الطبيعية: مثل الفيضانات الأخيرة التي دمرت العديد من المنازل والمزارع.

الاعتقالات التعسفية للعاملين الإنسانيين: ما يعيق وصول المساعدات ويزيد من خطورة الوضع.


المطالب الإنسانية العاجلة

طالبت المنظمات الإنسانية المجتمع الدولي بتوفير تمويل عاجل لضمان استمرار تقديم المساعدات الأساسية، مثل الغذاء والمياه والرعاية الصحية والمأوى والدعم النقدي للمحتاجين.
كما شددت على ضرورة:

الإفراج الفوري عن العاملين الإنسانيين المعتقلين.

ضمان حرية حركة الموظفين والإمدادات الإنسانية دون عوائق.

دعم الجهود الدبلوماسية لتعزيز عملية السلام في اليمن.

عدم تهميش الأزمة اليمنية وسط انشغال الأجندات الإقليمية والدولية.


تأثير الأزمة على الأطفال

الأطفال هم الأكثر عرضة للتأثر، حيث يعاني ملايينهم من سوء التغذية الحاد، ما يجعلهم عرضة لمضاعفات صحية تهدد حياتهم. حذرت المنظمات من أن استمرار الوضع دون تدخل فوري قد يؤدي إلى كارثة إنسانية لا يمكن تداركها في المستقبل القريب.


اليمن اليوم على شفير المجاعة، ومع استمرار النزاع وانهيار الخدمات الأساسية، فإن حياة ملايين اليمنيين باتت على المحك. التحرك الدولي العاجل أصبح ضرورة لا يمكن تأجيلها، فالفرصة لإنقاذ الأرواح قبل أن تتحول الأزمة إلى كارثة مطلقة لم تعد بعيدة. المجتمع الدولي مطالب اليوم بأن يضع اليمن على أولويات أجندته الإنسانية، لضمان مستقبل آمن للشعب اليمني، ووقف نزيف المعاناة الذي طال أمده.

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 1 + 9