أصدرت مديرية التربية والتعليم في حلب، في 21 أيلول الجاري، قراراً إدارياً يقضي بتغيير أسماء 128 مدرسة حكومية دفعة واحدة، في خطوة وُصفت بأنها من أوسع عمليات تغيير الأسماء التي تشهدها المدينة منذ سنوات.
القرار شمل مدارس كانت تحمل أسماء شخصيات بارزة في الأدب والثقافة العربية، من بينها مدرسة الشاعر الراحل نزار قباني التي أصبح اسمها الجديد "حذيفة بن اليمان"، ما أثار ردود فعل متباينة بين الأهالي والمهتمين بالشأن الثقافي.
عدد من المثقفين والأهالي عبّروا عن استيائهم، معتبرين أن شطب أسماء الرموز الأدبية والفكرية يُشكّل مساساً بالذاكرة الثقافية المشتركة، ويعكس توجهاً لإلغاء إرث ثقافي حاضر في وجدان المجتمع. وأكد بعضهم أن المدارس ليست مجرد مؤسسات تعليمية، بل تحمل عبر أسمائها رسالة رمزية تعكس تقديراً للشخصيات التي أثرت في الوعي الجمعي.
في المقابل، يرى آخرون أن القرار قد يأتي في إطار سعي المديرية لتوحيد تسمية المدارس وفق معايير دينية أو تاريخية محددة، معتبرين أن هذه الخطوة تمثل "تصحيحاً" لهوية بعض المؤسسات التربوية. ومع ذلك، يظلّ غياب أي تفسير رسمي من الجهة المعنية عاملاً يزيد من الجدل ويترك المجال مفتوحاً أمام التأويلات.
حتى لحظة إعداد هذا التقرير، لم تصدر مديرية التربية والتعليم في حلب أي توضيحات بشأن خلفيات القرار أو أهدافه، ما أبقى التساؤلات معلّقة حول توقيت الإجراء ودوافعه، خصوصاً أن المدينة تعيش أصلاً أزمات اقتصادية وتعليمية متفاقمة.
وبين مؤيد ومعارض، يبقى المؤكد أن قرار تغيير أسماء 128 مدرسة دفعة واحدة لن يمر مرور الكرام، بل سيظل موضوعاً ساخناً للنقاش في الأوساط الثقافية والاجتماعية خلال الفترة المقبلة.