توسع الاعتراف بالدولة الفلسطينية: كيف تتعامل واشنطن مع تحول حلفائها؟
متابعات _ وكالة أنباء آسيا
شهدت الفترة الأخيرة تغيّر موقف عدد من الدول الحليفة للولايات المتحدة، بما فيها أستراليا وكندا والمملكة المتحدة والبرتغال، نحو الاعتراف بالدولة الفلسطينية بعد عقود من التردد. هذا التحول يُعد تحديًا دبلوماسيًا لإدارة ترامب، التي حافظت على مواقف تقليدية داعمة لإسرائيل، ويُظهر مدى ضغط السياسات الداخلية على الدول الغربية، خصوصًا في ظل احتجاجات شعوبها وتوجه الرأي العام نحو دعم الحقوق الفلسطينية.
الضغوط الداخلية والدوافع السياسية:
يرى خبراء أميركيون أن قرار هذه الدول يعكس في جزء منه مطالب شعبية قوية، مع تزايد التأييد لفلسطين بين المواطنين. في دول مثل المملكة المتحدة وفرنسا وأستراليا، يشكل المسلمون نسبة كبيرة من السكان، وهو عامل أضاف بعدًا سياسيًا محليًا للقرار، إذ يسعى القادة إلى استجابة لمصالح التصويت الجماهيري.
هذا التغيير جاء في وقت تتزايد فيه الانتقادات العالمية تجاه الحرب المستمرة وارتفاع عدد الضحايا المدنيين.
الموقف الأميركي وردود الفعل:
رفضت إدارة ترامب هذه الاعترافات، ووصفتها بأنها مكافأة للجهات المسلحة الفلسطينية، مؤكدًا أنها ستواصل قيادة الجهود الدولية لتحقيق وقف إطلاق النار.
بعض المسؤولين الأميركيين أشاروا إلى إمكانية فرض عقوبات اقتصادية على الدول التي اعترفت بفلسطين، بما في ذلك رسوم جمركية أعلى، في محاولة للضغط لإلغاء أو تعديل المواقف الجديدة.
تحديات إسرائيل في ظل الانعكاسات الدولية:
من جانبها، انتقدت إسرائيل هذه الخطوات بشدة. رئيس الوزراء نتنياهو اعتبر الاعترافات مكافأة للإرهاب وهدد بالرد وفق ما تتيحه له الظروف السياسية والدعم الأميركي. ومع ذلك، فإن تحولات موقف الدول الغربية تعكس محدودية قدرة واشنطن على الحفاظ على هيمنة كاملة على مواقف حلفائها، وتبرز التحديات التي تواجه إسرائيل على الصعيد الدبلوماسي، خصوصًا في ظل تزايد الاعترافات الدولية بفلسطين.
تحرك حلفاء الولايات المتحدة للاعتراف بالدولة الفلسطينية يعكس مزيجًا من الضغوط الداخلية، والتوجهات الشعبية، والاهتمامات السياسية المحلية، إلى جانب القلق الدولي المتزايد حيال الأوضاع الإنسانية.
في المقابل، يُظهر الموقف الأميركي والإسرائيلي حدة الخلافات على المستوى الدولي، ويضع مسألة الاعتراف بفلسطين في قلب الجدل الدبلوماسي، مع تأثير محتمل على سياسات المنطقة وقرارات مجلس الأمن الدولي.
