اعتبرت السعودية قرار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الاعتراف بالدولة الفلسطينية خطوة تاريخية وشجاعة، تؤكد التغيرات المتسارعة في المواقف الدولية تجاه القضية الفلسطينية بعد عقود من الجمود الدبلوماسي.
وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، الذي ألقى كلمة نيابة عن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان خلال المؤتمر الدولي حول تسوية القضية الفلسطينية عبر حل الدولتين في نيويورك، وصف الاعتراف الفرنسي بأنه رسالة قوية للدعم الدولي للشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة.
المؤتمر الدولي يمثل فرصة فريدة لدفع مسار السلام في الشرق الأوسط، وفق تعبير الوزير السعودي، الذي شدد على أهمية تعزيز الشراكات الدولية بين الدول المؤثرة في السياسة العالمية، مثل فرنسا والدول الأوروبية والدول العربية، لضمان تنفيذ مخرجات المؤتمر وتحقيق تقدم ملموس على الأرض.
وأكد أن الموقف السعودي مستمر في دعم أي خطوات سياسية تعزز السلام وتنهي النزاعات طويلة الأمد في المنطقة، مع التركيز على الحقوق الفلسطينية كعنصر أساسي لأي تسوية دائمة.
وأشار الوزير إلى استمرار الجرائم والانتهاكات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين، موضحًا أن السياسات الإسرائيلية الحالية تقوّض جهود السلام وتزيد من حدة التوتر في المنطقة، وهو ما يجعل دعم المجتمع الدولي أكثر أهمية لتثبيت التوازن السياسي وضمان حقوق الفلسطينيين. أشاد بالدول التي اعترفت أو أعلنت نيتها الاعتراف بالدولة الفلسطينية، داعياً بقية الدول لاتخاذ خطوات مشابهة، بما يسهم في خلق ضغط دبلوماسي أكبر على إسرائيل ويعزز فرص الوصول إلى حل الدولتين.
من منظور دبلوماسي، يمثل الاعتراف الفرنسي حالة ملموسة لتحول مواقف الحلفاء التقليديين للولايات المتحدة تجاه القضية الفلسطينية، وهو ما يعكس قدرة بعض الدول على الموازنة بين علاقاتها الاستراتيجية مع واشنطن وبين الضغوط الداخلية والاهتمامات الإنسانية والسياسية في منطقتها.
التحليل السعودي يركز على أن الاعتراف الفرنسي ليس مجرد خطوة رمزية، بل قد يكون محفزاً للضغط على الأطراف الإقليمية والدولية لإعادة إطلاق مبادرات السلام، وإعادة تقييم السياسات السابقة التي فشلت في تحقيق نتائج ملموسة.
الاعتراف الفرنسي يعكس أيضًا تحركات أوروبا لتأكيد دورها في إدارة النزاعات الإقليمية بعيداً عن هيمنة السياسة الأميركية، ويعطي دفعة للأطراف الفلسطينية لتعزيز موقفها التفاوضي في أي محادثات مستقبلية.
من المتوقع أن يحفز هذا القرار النقاشات الدولية ويؤدي إلى مزيد من المبادرات لدعم إقامة دولة فلسطينية مستقلة كجزء من حل شامل يضمن الأمن والاستقرار للمنطقة بأكملها.
كما يسلط القرار الضوء على أهمية الاستفادة من المؤتمرات الدولية لجذب دعم متعدد الأطراف، والتأكيد على أن حل القضية الفلسطينية لن يتحقق إلا من خلال تعاون الدول المؤثرة سياسياً واقتصادياً، وتفعيل الدبلوماسية الجماعية التي تشكل ضغطاً عملياً على الأطراف المعنية لتبني سياسات أكثر مرونة تجاه المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية.