كشف موقع "أكسيوس" نقلاً عن مسؤولين أمريكيين وعرب أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيعرض خلال اجتماعاته المقبلة رؤية واشنطن لإنهاء الحرب على غزة، في خطوة تعد الأولى من نوعها منذ تصاعد الصراع بشكل غير مسبوق خلال العامين الماضيين.
ويأتي هذا التحرك قبل انعقاد الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، حيث سيترأس ترامب اجتماعاً رفيع المستوى مع قادة عرب ومسلمين لمناقشة مستقبل غزة والأمن الإقليمي. ومن بين المدعوين قادة من السعودية والإمارات وقطر ومصر والأردن وتركيا، إضافة إلى رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف، الذي أكد مشاركته رسمياً عبر وزارة الخارجية الباكستانية.
وفقاً للتقارير، سيرافق المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف الرئيس ترامب خلال هذه المشاورات، التي تستهدف بحث صياغة خطة متفق عليها إقليمياً ودولياً لمرحلة ما بعد الحرب. وتشير مصادر مطلعة إلى أن البيت الأبيض يطلب من الدول العربية والإسلامية المدعوة دعم المبادئ الأمريكية لإنهاء الحرب، بما في ذلك المشاركة في قوة استقرار قد تحل محل الجيش الإسرائيلي داخل غزة.
الاجتماع يعكس إدراك واشنطن أن استمرار الصراع دون أفق سياسي سيضاعف الضغوط الدولية، خصوصاً بعد أن اعترفت دول غربية مثل كندا وأستراليا والمملكة المتحدة بدولة فلسطينية، وهو ما رفضته إسرائيل بصورة قاطعة. وتزداد حساسية الموقف في ظل الأزمة الإنسانية العميقة التي يعيشها سكان القطاع، حيث تجاوز عدد الضحايا الفلسطينيين 60 ألفاً منذ اندلاع الحرب.
مصادر دبلوماسية عربية أشارت إلى أن بعض الدول ستطالب ترامب بممارسة ضغط مباشر على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي يلتقي الرئيس الأمريكي في 29 سبتمبر، لوقف العمليات العسكرية والامتناع عن أي خطوات أحادية مثل ضم أراضٍ في الضفة الغربية.
الإمارات على وجه الخصوص حذرت من أن أي تحرك من هذا النوع قد يقوض اتفاقيات إبراهيم التي اعتبرت أحد أبرز إنجازات السياسة الخارجية لترامب في ولايته الأولى.
بهذا السياق، تبدو اجتماعات نيويورك اختباراً جدياً للمدى الذي يمكن أن تنخرط فيه الدول العربية والإسلامية في ترتيبات ما بعد الحرب، مقابل قدرة واشنطن على صياغة رؤية تحظى بقبول إقليمي وتوازن بين متطلبات الأمن الإسرائيلي والحقوق الفلسطينية.