ما وراء المخاوف الأردنية من التصعيد الإسرائيلي؟
متابعات _ وكالة أنباء آسيا
تتابع عمان بترقب شديد التطورات الأخيرة بعد سلسلة الاعترافات الدولية الرسمية بدولة فلسطين، والتي أثارت صدمة لدى إسرائيل وأدت إلى تهديد بعض متطرفي اليمين بالمساس بأراضي الضفة الغربية.
ويعتقد مسؤولون أردنيون أن هذه التحركات قد تشكل بداية لتصعيد سياسي وأمني، ما يجعل من التحرك الدولي الحازم ضرورة ملحة لردع التصرفات الإسرائيلية وحماية الحقوق الفلسطينية.
أسباب الاهتمام الأردني بالضفة والقدس:
تتمثل الأولوية الأردنية في الحفاظ على «الوضع القائم» في الضفة الغربية والقدس، وسط استمرار الانتهاكات اليومية ومصادرة الأراضي ومحاولات التهجير القسري، والتوسع الاستيطاني.
وتُعد أي خطوات رسمية إسرائيلية تمثل تهديداً لمساعي حل الدولتين وضمان الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، ما يستوجب متابعة دقيقة من عمان للتأثير على الموقف الدولي.
حراك دبلوماسي موسع للعاهل الأردني:
قاد الملك عبد الله الثاني منذ اندلاع الحرب على غزة حراكاً دبلوماسياً واسعاً، شمل أكثر من 250 لقاءً مع قادة دول ورؤساء حكومات، وأكثر من 55 زيارة عمل إلى مراكز القرار الدولي، و140 اتصالاً هاتفياً، لتنسيق المواقف الدولية بشأن وقف الحرب على غزة وضمان إيصال المساعدات الإنسانية.
وسيُبرز خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة دور المجتمع الدولي ومسؤولياته التاريخية في وضع حد للانتهاكات الإسرائيلية.
تطورات الضفة الغربية والتهديدات المستقبلية:
يرصد الأردن اعتقالات تجاوزت 19 ألف فلسطيني منذ أكتوبر 2023، بينهم نحو 500 طفل، واستشهاد أكثر من ألف فلسطيني، بالإضافة إلى توسع استيطاني مستمر شمل مصادرة حوالي 25 ألف دونم وبناء مستوطنات جديدة.
ويشكل المخطط الإسرائيلي لدفع نحو 400 ألف فلسطيني يحملون أرقاماً وطنية أردنية باتجاه المملكة تهديداً ديمغرافياً وسياسياً، مع أضرار محتملة للاقتصاد الأردني.
الاستراتيجية الأردنية لمواجهة التصعيد:
يضع الأردن على رأس أولوياته وقف إطلاق النار في غزة، حماية المدنيين، وضمان وصول المساعدات الإنسانية، إضافةً إلى الاستعداد لمواجهة أي تصعيد في الضفة الغربية والقدس قد يهدد الأمن الإقليمي والمصالح الأردنية والفلسطينية. ويؤكد الحراك الأردني أن الاعتراف الدولي بدولة فلسطين يجب أن يكون مدعوماً بتحرك عالمي رادع للتصرفات الإسرائيلية، لمنع أي خطوات تستغل الوضع السياسي لتحقيق مكاسب أحادية الجانب.
