مع اقتراب خطاب رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، اتخذ الجيش الإسرائيلي خطوات استباقية غير مسبوقة لتعزيز السيطرة الأمنية في الضفة الغربية. أمر اللواء آفي بلوث، قائد المنطقة الوسطى، بنشر قوات إضافية لتأمين مراكز التسوق، الطرق الحيوية، التقاطعات، مواقف الحافلات، ومحطات النقل الجماعي، إضافة إلى التجمعات السكنية. الهدف وفق تصريحات الجيش، هو مواجهة أي تصعيد محتمل من الفلسطينيين خلال فترة الخطاب أو العطلات المقبلة، بما يقلل من أي مخاطر على المدنيين الإسرائيليين.
الجيش الإسرائيلي: مواجهة متعددة الجبهات
في حفل إحياء الذكرى الخامسة والثلاثين لوحدة "يامام"، أكد اللواء بلوث أن الجيش الإسرائيلي يواجه تحديات متزامنة على عدة جبهات: القتال في غزة، الدفاع عن الشمال، ومعركة مستمرة ضد الإرهاب في يهودا والسامرة. وأضاف بلوث:
"كل هذه التحديات تتزامن مع تصريحات سياسية، أعياد، موسم قطف الزيتون، التحريض الخارجي، وإلهام الأفراد. ليست أسبابًا للتفاؤل، لكنها تمنحنا حافزًا للعمل بحزم."
تصريحات اللواء تعكس إدراك الجيش لتشابك الأبعاد الأمنية والسياسية والدينية في هذه المرحلة الحساسة، ومدى ارتباط القرارات الميدانية بالتحركات الدبلوماسية الفلسطينية والدولية.
النزوح الجماعي في غزة: ضغط متزايد على حماس
في القطاع، تستمر الغارات الجوية والعمليات البرية الإسرائيلية باستخدام آليات هندسية مدرعة، وسط محاولات حماس منع السكان من النزوح. تشير تقديرات الجيش الإسرائيلي إلى نزوح أكثر من 560 ألف فلسطيني نحو الجنوب، وهو رقم يمثل "كتلة حرجة" قد لا تعود إلى مناطقها الأصلية.
في الوقت نفسه، يسعى المجتمع الدولي بقيادة فرنسا والسعودية لدفع خطة حل الدولتين والاعتراف بالدولة الفلسطينية، في حين تظل إسرائيل والولايات المتحدة خارج هذه المبادرة. أي خطوات فلسطينية ملموسة عقب خطاب عباس قد تثير ردود فعل دولية جديدة، وتزيد من تعقيد المشهد الأمني والسياسي في المنطقة.
تظهر المؤشرات أن الضفة الغربية وقطاع غزة مقبلان على مرحلة حرجة، قد تحدد مسار التوترات المستقبلية. السيناريوهات المحتملة تشمل: تصاعد الهجمات بعد خطاب عباس، استمرار النزوح الكبير للمدنيين، واستمرار الضغط الداخلي على حماس. كل هذه المتغيرات ستكون محورية لتقييم أي خطوات إسرائيلية وفلسطينية لاحقة، مع مراقبة دقيقة من المجتمع الدولي.