فلسطين تعود إلى صدارة العالم.. 153 دولة تعترف بها وصدام دولي محتدم مع إسرائيل وأميركا

2025.09.22 - 09:01
Facebook Share
طباعة

في لحظة تاريخية مفصلية، تتوج فلسطين نحو تعزيز حقها في تقرير المصير، حيث أعلنت أربع دول رئيسية – بريطانيا، كندا، أستراليا، والبرتغال – اعترافها بدولة فلسطين، عشية انعقاد مؤتمر "حل الدولتين" برعاية سعودية - فرنسية في نيويورك. خطوة تاريخية تهدف إلى إعادة القضية الفلسطينية إلى صدارة السياسة الدولية، في وقت تصر إسرائيل على رفض أي دولة فلسطينية باعتبارها تهديدًا وجوديًا، بينما تحاول الإدارة الأميركية إدارة الملف وفق أجندتها الخاصة، مما يفتح باب مواجهة دبلوماسية عالمية لا تقل عن التحديات الإنسانية في غزة.

سلسلة الاعترافات الدولية

شهد يوم الأحد 21 سبتمبر 2025 إعلان بريطانيا وكندا وأستراليا بشكل متزامن تقريبًا اعترافها بدولة فلسطين، لتلحق بها البرتغال بعد ساعات قليلة. هذه الاعترافات رفعت عدد الدول التي تعترف رسميًا بدولة فلسطين إلى 153 دولة، وسط توقعات بإعلان المزيد من الدول خلال مؤتمر "حل الدولتين" في الأمم المتحدة.

بريطانيا: أعلن رئيس الوزراء كير ستارمر أن المملكة المتحدة تعترف رسميًا بدولة فلسطين، مؤكدًا أن الهدف هو إحياء الأمل بالسلام وتحقيق حل الدولتين.

كندا: أعلن رئيس الوزراء مارك كارني اعتراف بلاده بدولة فلسطين، مشيرًا إلى أن إسرائيل تمنع بشكل ممنهج قيام الدولة الفلسطينية، وأن هذه الخطوة جزء من جهد دولي منسق لتحقيق "حل الدولتين".

أستراليا: أكدت أن الاعتراف بدولة فلسطين يأتي في إطار الجهود الدولية الرامية إلى تحقيق السلام.

البرتغال: وصف وزير الخارجية باولو رانغيل الاعتراف بـ"سياسة أساسية وثابتة تحظى بقبول واسع"، داعيًا إلى حل الدولتين كسبيل وحيد لتحقيق سلام دائم وعادل.

ردود فعل فلسطينية إيجابية

الرئيس الفلسطيني محمود عباس رحّب بهذه الاعترافات، واعتبرها خطوة ضرورية لتحقيق السلام العادل والدائم وفق قرارات الشرعية الدولية. وشدّد عباس على الأولويات الفلسطينية، التي تشمل وقف إطلاق النار، إدخال المساعدات الإنسانية، الإفراج عن الرهائن والأسرى، انسحاب الجيش الإسرائيلي الكامل من غزة، ووقف الاستيطان وإرهاب المستوطنين. كما أكّد أن هذه الاعترافات ستفتح المجال لتنفيذ حل الدولتين وتحقيق التعايش السلمي مع إسرائيل.

الموقف الإسرائيلي: تهديد وجودي

في المقابل، اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو أن إقامة دولة فلسطينية تهدد وجود إسرائيل. وخلال اجتماع حكومته، شدد نتنياهو على ضرورة مواجهة ما وصفه بالدعاية ضد إسرائيل، مؤكدًا أنه سيعرض الحقيقة "الموضوعية" لإسرائيل أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، وأنه سيلتقي الرئيس الأميركي دونالد ترامب لمناقشة ما وصفه بالسلام من خلال القوة.

زخم المبادرة السعودية - الفرنسية

تزامنت الاعترافات الدولية مع انطلاق اجتماعات الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة، تحت شعار "معًا أفضل: 80 عامًا وأكثر من أجل السلام والتنمية وحقوق الإنسان". المبادرة السعودية - الفرنسية وضعت القضية الفلسطينية في صدارة الأولويات، وصدّقت الجمعية العامة على "إعلان نيويورك"، الذي حظي بأغلبية ساحقة، ويعد خريطة طريق واضحة تشمل 42 نقطة عملية نحو حل الدولتين.

خطة اليوم التالي وإعادة إعمار غزة

الاعترافات بالدولة الفلسطينية ترتبط ارتباطًا مباشرًا بخطة "اليوم التالي"، التي تتضمن خطوات ملموسة ومحددة زمنياً لإدارة غزة بعد وقف إطلاق النار، بما في ذلك إنشاء لجنة إدارية انتقالية وقوة استقرار برعاية الأمم المتحدة. وتُظهر هذه الخطة توجه المجتمع الدولي نحو ضمان الأمن وإعادة الإعمار، مع التركيز على التنفيذ العملي وليس مجرد الشعارات.

موازاة الأحداث الدولية الأخرى

في الوقت الذي يهيمن فيه مؤتمر "حل الدولتين" على الاهتمام الدولي، تتواصل أزمات عالمية أخرى، من غزو روسيا لأوكرانيا إلى التحولات في سوريا بعد سقوط حكم بشار الأسد، حيث سيكون الرئيس أحمد الشرع أول زعيم سوري يتحدث على منبر الأمم المتحدة منذ عام 1967. هذه الأحداث الدولية تشكّل خلفية ضغط على الولايات المتحدة التي تواجه ضغوطًا متزايدة بسبب تقليل مساهمتها في ميزانية الأمم المتحدة، في مقابل تنامي نفوذ دول مثل فرنسا وبريطانيا وروسيا والصين.

تحديات الأمم المتحدة والتوازنات الدولية

تعكس هذه التطورات ضعف الأمم المتحدة في إدارة النزاعات الكبرى، بسبب إخفاق مجلس الأمن في معالجة أزمات حاسمة. كما أظهر نهج إدارة الرئيس الأميركي ترمب تقليص دور المنظمة الدولية، مع الاعتماد على آليات أحادية لتأمين مصالح الولايات المتحدة وحلفائها. ويصف خبراء الأمم المتحدة الوضع في غزة بأنه عملية إبادة جماعية، في حين ترفض واشنطن التوجهات الدولية التي تعزز حقوق الفلسطينيين، ما يزيد من صعوبة الحلول متعددة الأطراف.

انعكاسات دبلوماسية وسياسية

اعتراف هذه الدول ودعم المبادرة السعودية - الفرنسية يضع إسرائيل وأميركا أمام تحديات دبلوماسية جديدة، ويبرز فلسطين كقضية مركزية في السياسة الدولية. كما يفتح الباب أمام جهود أوسع لفرض السلام وحماية حقوق المدنيين، مع تسليط الضوء على دور الأمم المتحدة كمنصة للتفاوض، رغم التحديات المالية والسياسية التي تواجهها.

كيف تطورت السياسة الدولية تجاه فلسطين من اعتراف محدود إلى زخم دولي واسع يفرض نفسها على أجندة الأمم المتحدة

ومنذ إعلان منظمة التحرير الفلسطينية عن دولة فلسطين عام 1988، اعترفت 147 دولة بها، معظمها من دول العالم الثالث والبلدان العربية والأفريقية. الاعترافات الأخيرة من دول غربية كانت استثناءً تاريخيًا، خصوصًا مع بريطانيا وكندا وأستراليا، التي اعتُبرت تقليديًا من الحلفاء الموثوقين لإسرائيل.

أوروبا: فرنسا، السويد، إيطاليا، أسبانيا، ألمانيا (بعض الولايات)، وغيرها.

أمريكا اللاتينية: البرازيل، الأرجنتين، المكسيك، تشيلي، إلخ.

أفريقيا وآسيا: جنوب أفريقيا، ماليزيا، إندونيسيا، باكستان. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 7 + 3