نظّم مركز رَع للدراسات الاستراتيجية يوم الثلاثاء 16 سبتمبر 2025 لقاءً خاصًا مع اللواء أحمد زغلول مهران، مساعد مدير المخابرات الحربية الأسبق وكبير مستشاري المركز، بعنوان: "إسرائيل من الداخل: كيف تفكر إسرائيل في الفترة المقبلة؟"، أدار الحوار د. أبو الفضل الإسناوي، بمشاركة اللواء طيار مهندس عبد الحميد العناني ود. ميرفت عبد الرحمن.
أكد اللواء مهران في مداخلته أن إسرائيل كيان لم يعترف بحدود جغرافية حتى الآن، ما يعكس أطماعه التوسعية، لافتًا إلى أن دعم القوى العظمى، وعلى رأسها الولايات المتحدة، شكّل دائمًا درعًا سياسيًا يحول دون إدانة ممارساتها كدولة احتلال.
وتناول اللواء “مهران” بالتفصيل التركيبة السكانية الإسرائيلية، مشيرًا إلى التنوع الكبير داخل المجتمع اليهودي: من الأشكيناز والسفرديم واليهود من أصول عربية ويهود الفلاشا، إلى القادمين الجدد من روسيا وغيرها، موضحًا أنه درس هذه المكونات من الداخل خلال سنوات طويلة، بما مكنه من فهم المجتمع الإسرائيلي بعمق. كما أوضح أن الانتماء الديني لديهم يقوم على النسب للأم، وأن السبت لديهم يختلف عن مفهوم الراحة والعبادة في ثقافتنا.
وفي هذا السياق، شدد اللواء “مهران” على أن العنصرية في إسرائيل مطبوعة في إطار ديمقراطي مزعوم، فهي دولة تقوم على التمييز الممنهج ولكنها تسوّقه بصيغة مؤسسية. كما شرح بتفصيل دقيق المكونات المجتمعية وتقسيماتها، مشيرًا إلى وضع الدروز وعلاقتهم الخاصة باليهود، وربط ذلك بالرمزية الدينية كـ”نجمة داوود”، مستعيدًا بعض المرويات التاريخية عن النبي موسى وزواجه من ابنة النبي شعيب.
وتوقف عند التحولات في الخطاب الإسرائيلي المعاصر، مبينًا أن الحديث اليوم أصبح أكثر جرأة عن فكرة “إسرائيل الكبرى”، ويقوده بصورة أساسية رئيس الوزراء الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو”. كما لفت إلى أن المجتمع الإسرائيلي يغلب عليه الطابع العسكري، إذ يظل معظم السكان ضمن قوات الاحتياط، ويظل بعض الضباط المميزين حتى بعد انتهاء سنوات الخدمة الاحتياطية، وهو ما يجعل الجيش محورًا في حياة الدولة. وأوضح أن إسرائيل تُقسم عسكريًا إلى ثلاث مناطق: (شمالية، وسطى، وجنوبية)، وهذه الأخيرة مسؤولة عن قطاع غزة، مشيرًا إلى دور أبرز القيادات هناك والعمليات الخاصة التي نفذتها إسرائيل، مثل عمليات الاغتيال الشهيرة ومنها اغتيال “أبو إياد”، مع استعراض أدوار شخصيات مثل “إيهود باراك” في تلك العمليات.
كما أكد أن إسرائيل رغم قوتها تبدو معزولة إقليميًا، إلا أنها تستند إلى شبكة دعم إعلامية دولية واسعة، حيث أن معظم القنوات الكبرى في العالم منحازة لها، إما بسبب الملكية المباشرة أو التمويل. ومن هنا أكد على أن تل أبيب تستثمر في الإعلام بشكل أكبر في دعم السيطرة السردية.
وبذلك، اختتم اللواء “أحمد زغلول مهران” الجزء الأول من مداخلته بتأكيد طبيعة المجتمع الإسرائيلي المعقدة، موضحًا كيف تتداخل مكوناته المختلفة مع استراتيجيات الدولة، مع تسليطه الضوء على استمرار النزعات التوسعية والاعتماد على الدعم الخارجي من الولايات المتحدة والدول الكبرى، وإبراز دور الجيش والمناطق العسكرية الثلاث في السيطرة على الأراضي والمواجهة. وأكد اللواء أحمد زغلول مهران أن هذه التكوينات والتحركات العسكرية والإعلامية تشكل الإطار الذي تفكر داخله إسرائيل في الفترة المقبلة، بما يجعل من الضروري متابعة تحركاتها بعناية وفهم دوافعها الداخلية والخارجية.
تناول اللواء “أحمد زغلول مهران” رؤيته حول المخططات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، مركزًا على عدة محاور رئيسية، هي على النحو التالي:
١- أن المخطط الحالي يهدف إلى تفريغ العرب من فلسطين التاريخية تدريجيًا، بدءًا من الضفة الغربية وغزة وانتهاءً بالعرب الذين يعيشون داخل حدود 1948، معتبرًا أن هذا جزء من سياسة طويلة الأمد لتغيير التركيبة الديموغرافية لصالح اليهود في الدولة الإسرائيلية. وذلك بهدف ضمان أغلبية يهودية في المناطق الحيوية، والسيطرة التامة على الموارد والمؤسسات. وأشار كبير مستشاري مركز رع للدراسات الاستراتيجية إلى أن السياسات الإسرائيلية تجاه عرب 1948 تتنوع بين الضغوط الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، إلى جانب محاولات لدمج محدود تحت شروط تحد من تأثيرهم السياسي والثقافي. وأكد أن هذه الإجراءات تُدار بطريقة استراتيجية، مدعومة بالفكر العميق حول التركيبة الاجتماعية والسياسية للإسرائيليين، لتضمن استمرار السيطرة وفرض النفوذ، مع محاولة الحد من أي مقاومة فعلية أو رمزية.
٢- أن الإسرائيليين يضعون لإسبانيا مكانة مميزة في تصورهم الحضاري والنفسي، نظرًا لأنها كانت تحت الحكم الإسلامي لقرون حتى القرن الخامس عشر، ما يجعلهم يعتبرون أنفسهم أعلى منزلة من الأوروبيين الآخرين، ويبرر ذلك تاريخيًا ونفسيًا ضمن فكر الأشكيناز. وأشار اللواء أحمد زغلول مهران إلى أن الفهم العميق لتقسيم المجتمع الإسرائيلي لا يكتمل دون معرفة الفوارق بين المكونات المختلفة. وأوضح أن اليهود الآشكيناز، الذين قدموا من أوروبا الوسطى والشرقية، يشكّلون النخبة الاجتماعية والسياسية في إسرائيل، ويُميّزون عن اليهود السفارديم والمشرقيين وحتى عن بعض الأوروبيين الغربيين كالفرنسيين، بسبب امتيازاتهم التاريخية والاجتماعية والتعليمية والسياسية. وأكد أن هذه الهيمنة تمنحهم القدرة على صياغة السياسات الداخلية والخارجية للدولة بطريقة تتجاوز تأثير بقية المكونات، بما في ذلك السيطرة على الإعلام والاقتصاد والمؤسسات الرسمية. وأضاف أن هذا التمييز النفسي والاجتماعي لدى الآشكيناز يعزز شعورهم بالأولوية والنخبوية، وهو ما ينعكس على طريقة تعاملهم مع العرب والمقاومة الفلسطينية، إذ يعتبرون أي تهديد للمجتمع الإسرائيلي تحديًا يستدعي الاستجابة الفورية بكل الوسائل المتاحة، مع الحفاظ على صورة الدولة النخبوية والمتفوقة على المحيط الأوروبي والشرق أوسطي.
٣- أن المقاومة الفلسطينية لن تنتهي صورها أبدًا، معتبرًا أن إعلان إسرائيل عن القضاء على المقاومة هو تصور وهمي إعلاميًا واستراتيجيًا، وأن المقاومة ستنتج أشكالًا جديدة تتكيف مع الواقع، مؤكّدًا أن الحرب قائمة حتى يوم الدين، فالمقاومة تتخذ أشكالًا متعددة ومتجددة، وتستند إلى إرادة الشعوب وقدرتها على مواجهة الاحتلال، مهما تغيرت الوسائل أو تكثفت الضغوط. واعتبر أن استمرار المقاومة يعكس عمق الصراع التاريخي والسياسي، وأن محاولات الاحتلال لإخضاع أو محو أي شكل من أشكال المقاومة لن تؤدي إلا إلى إنتاج أجيال جديدة أكثر عزيمة وإصرارًا على استعادة الحقوق.
وفي سياق متصل أوضح اللواء “أحمد زغلول مهران” أن إخراج كوادر وطنية لديها القدرة على الحوار وفهم المشكلات الوطنية يتطلب التزامًا بمثلث الولاء والانتماء والعمل بضمير، مضيفًا أن نموذج مصر يُعد مثالًا على كيفية صيانة الولاء والانتماء للوطن، وأن الاتقان والمهنية ضروريان لتحقيق أي تقدم في مواجهة التحديات الوطنية أو الإقليمية.
وأشار كبير مستشاري مركز رع إلى خطاب الرئيس عبد الفتاح السيسي في القمة العربية الإسلامية بالدوحة، مؤكدًا فيه على أهمية تعزيز الوحدة العربية ومواجهة التحديات الإقليمية المشتركة، خاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية واستراتيجيات السلام والأمن الإقليمي. واعتبر أن ما جاء في خطاب الرئيس “السيسي” يعكس وعي القيادة المصرية بأهمية دعم المقاومة الشرعية ورفض محاولات تهويد الأرض، مع التركيز على دور الحوار والتعاون العربي لمواجهة المخططات الإسرائيلية.
تساؤلات حاسمة
من جانبه أعرب د. أبو الفضل الإسناوي عن تقديره العميق للواء أحمد زغلول مهران على التشريح الواقعي والدقيق للمجتمع الإسرائيلي، مؤكدًا أن عرض سيادته قدم رؤية واضحة وشاملة لمجموعة من الملفات الحساسة التي تساعد على فهم طبيعة الدولة الإسرائيلية داخليًا وخارجيًا. وأشار “الإسناوي” إلى أن حديث اللواء “مهران” أبرز الشعور بالخطر والفهم العميق للتوازنات الإقليمية والدولية، وأن هناك مخرجات واضحة يمكن استخلاصها من الحوار، خصوصًا في ظل الإصرار على مناقشة قضية التطبيع وطرح التساؤلات الحقيقية المتعلقة بالسياسات الإسرائيلية الحالية، وبعد المرحلة الثانية من التحرك البري بمدينة غزة، والمخرجات التي تضمنتها القمة العربية الإسلامية في الدوحة، ما يثير عددًا من التساؤلات لدى الحضور حول آفاق السياسات الإسرائيلية المستقبلية.
وخلال مداخلته تساءل كبير باحثي مركز رع د. حسام البقيعي: عن مدى قدرة إسرائيل بمفردها على فرض سيطرتها على الشرق الأوسط؛ وأجاب اللواء “أحمد زغلول مهران” موضحًا أن إسرائيل ليست وحدها في هذا السياق، فهي ليست مجرد دولة صغيرة تعمل بمعزل عن القوى الكبرى، وإنما هي مدعومة بقوة من أذرع دولية، فمن خلفها الولايات المتحدة الأمريكية، بالإضافة إلى دعم من دول كبرى مثل بريطانيا وفرنسا وألمانيا، رغم الخلافات السابقة مع تل أبيب، مما يعكس عمق التحالفات السياسية والاقتصادية والعسكرية التي تعتمد عليها. وأكد اللواء كبير مستشاري مركز رع أن إسرائيل تستفيد أيضًا من قدرات علمية وتقنية واقتصادية متقدمة، تجعلها قادرة على لعب دور مؤثر في المنطقة، معتمدة على هذه الشبكات من الدعم الدولي والإقليمي، وهو ما يجعلها لاعبًا محوريًا لا يمكن تجاهله في أي تحول للشرق الأوسط.
كما أشار اللواء “مهران” إلى أن إسرائيل اليوم تشهد موجة من التطرف والعنف نتيجة ضعف العرب والأمة الإسلامية، وتوجه بعض الأطراف نحو إقامة علاقات معها. وأوضح أن الهدف المستمر هو خلق انطباع شعبي مؤيد للتطبيع، إلى الحد الذي يجعل بعض الإسرائيليين يتمنون إقامة مباريات رياضية—مثل مباراة كرة قدم—بين منتخبهم وأي من منتخبات الدول العربية، بهدف تعزيز القبول الشعبي للتطبيع تدريجيًا.
كما أكد كبير مستشاري المركز أن إسرائيل ستظل مستمرة في سياساتها الرامية للسيطرة واحتلال غزة، في ظل ما وصفه بـ”تجاهل المجتمع الدولي”، حيث يمتنع مجلس الأمن عن اتخاذ أي موقف تجاه الانتهاكات أو أعمال الإبادة، وهو انعكاس لتوازنات القوى الدولية والدور الاستراتيجي للدول الكبرى و”حق الڤيتو” في حماية المصالح الإسرائيلية.
واستكمالاً لسؤال الأستاذ “وائل”، أشارت الباحثة “سارة أمين” – مسئولة برنامج دراسات الخليج العربي إلى حجم الخطر الناجم عن القصف المستمر وقرب المدنيين الفلسطينيين من الحدود مع مصر، مضيفة أن وزير الخارجية الأمريكي الأسبق “هنري كيسنجر” كان قد أشار إلى أن الحرب العظمى قد تقودها واشنطن بالتعاون مع إسرائيل، وإن كانت ضد الدول العربية والإسلامية، وهذا يعني وفق رؤيته إمكانية اندلاع حرب كبرى تكون الولايات المتحدة وإسرائيل طرفًا رئيسيًا فيها ضد العالم العربي. كما أكدت “سارة” أن الفكر العربي بعيد عن هذه الأيديولوجية.
وردًا على ما طرحته الباحثة، أوضح اللواء “أحمد زغلول مهران” أن مصر دولة عظيمة ذات سيادة وإرادة قوية، وأن أي سيناريو تتهدد به المنطقة أو الأمن القومي المصري، هناك خطط واستراتيجيات واضحة للتعامل معه. وقد تناول موضوع التطبيع المستمر، موضحًا أنه قائم على مصالح استراتيجية دولية، لكنه لا يمس المواقف الثابتة تجاه القضية الفلسطينية.
وأشار اللواء “مهران” إلى أن مصر لا تتخلى عن الفلسطينيين، مستذكراً تاريخ الدعم المصري للقضية، بما في ذلك ما حدث في عام 2005 حين فتحت مصر الطريق أمام الفلسطينيين لتخفيف المعاناة، مع التأكيد على أن مصر تمتلك أدوات وسياسات متعددة لمواجهة أي تهديد محتمل للأمن القومي أو الاستقرار الإقليمي. واختتم بالتأكيد على أن موقف مصر متوازن بين الحفاظ على الأمن القومي وحماية القضية الفلسطينية، مع استعداد دائم للتعامل مع أي سيناريو معقد بطريقة استراتيجية رشيدة.
أشار المنسق الأكاديمي للمركز أ. ضياء نوح إلى مفهوم “القوة الشاملة”، مؤكدًا أن القوة لا تقتصر على البُعد العسكري فقط، بل تشمل البُعد الفكري والمعرفي والثقافي في إدارة الصراع. متسائلًا عن سبب غياب دور لمراكز الفكر المدنية قادرة على معالجة مصادر التهديد من الفاعلين الرئيسيين في المشهد السياسي الإسرائيلي رغم يقظة مستويات متعددة من صناع القرار السياسي والعسكري المصري لبنيامين نتنياهو وطموحاته لأن يقود التأسيس الثاني لدولة إسرائيل.
وأكد اللواء “أحمد زغلول مهران” أن فكر “نتنياهو” ينتمي إلى الجيل الصبرا الذي نشأ وهو يحلم بتحقيق “إسرائيل الحديثة” و”إسرائيل الكبرى”، وأن دراسة الشخصيات القيادية الإسرائيلية تتم بشكل عميق على المستويات النفسية والاجتماعية والسياسية. وأضاف أن كل شخصية تخضع لتقييم شامل لتحديد معيار التهديد، وأي مصدر قلق أو تهديد يتم رصده من خلال دراسة شخصيته وخبراته السابقة. كما شدد على أن الفهم الدقيق لهذه البنى الفكرية يُعدّ عنصرًا أساسيًا لوضع استراتيجيات مضادة ذكية، بحيث يتم التعاطي مع كل تهديد بطريقة علمية دقيقة لا تقتصر على المواجهة العسكرية فقط، بل تشمل التخطيط الفكري والاستراتيجي طويل الأمد.
ومن جهته، أوضح مستشار المركز للسياسات العامة د. محمد أبو سريع أن هذا النقاش الغني قدم فهمًا معمقًا لكيفية تفكير إسرائيل وخلفيتها الاستراتيجية، مستفسرًا عن مسار التطبيع الأخير بين إسرائيل وبعض دول المنطقة، خاصة وأنه يختلف عن نموذج مصر على المستوى الرسمي، لكن الواقع الشعبي لا يزال مختلفًا. وتسائل عن مستقبل ذلك المسار بعد الأحداث الأخيرة في قطر وتبعات العدوان على غزة.
كما تناول “أبو سريع” جانب الاقتصاد الإسرائيلي في ظل العزلة الدولية، مستفسرًا عن قدرة إسرائيل على تحقيق الاكتفاء الذاتي في الصناعات الدفاعية خلال حرب طويلة الأمد، بالنظر لاعتمادها الحالي على سلاسل الإمداد العالمية والتكنولوجيات المتقدمة.
ورد اللواء “أحمد زغلول مهران” مؤكدًا أن التطبيع بدأ منذ فترة طويلة، وأن قطر كانت من أولى الدول التي أنشأت مكتب تنسيق تجاري مع إسرائيل، كما كانت تركيا أول دولة مسلمة اعترفت بإسرائيل عام 1949. وأوضح أن مسار التطبيع سيستمر نظرًا للمصالح والاتفاقات الدولية، لكن مسار التطبيع “الإبراهيمي” سيكون بطيئًا نوعًا ما، الذي يحتاج لمزيد من البحث والدراسة وقد يتوقف مؤقتًا.
أما على صعيد الاقتصاد والتكنولوجيا، فأكد اللواء “مهران” أن إسرائيل متقدمة جدًا في تصنيع الأسلحة والتكنولوجيا الدقيقة وحتى تكنولوجيا الاتصالات، ولديها براءات اختراع متطورة، كما تمتلك دبابات من بين الأفضل في العالم، ما يمنحها قدرة على الاستمرار في أي حرب طويلة المدى ويقلل الاعتماد على الخارج، لكنه شدد على أن الاكتفاء الذاتي الكامل لا يزال تحديًا ضمن العزلة الدولية.
وفي سياق متصل أبدى اللواء طيار مهندس عبد الحميد العناني موقفًا مختلفًا حول قدرة إسرائيل على الاكتفاء الذاتي من الصناعات العسكرية نظرًا لاعتمادها على تمويل أنشطة البحث والتطوير مع الجامعات الغربية من الجانب الأمريكي، فضلًا عن طبيعًا الصناعات العسكرية التي تتطلب إنتاجًا كميًا لا تمتلك إسرائيل مقوماته حاليًا خلافًا للقوى الكبرى في سوق السلاح العالمي مثل الولايات المتحدة وروسيا والصين، رغم تقدم الصناعات والتجهيزات التكنولوجية الإسرائيلية المدمجة على نظم تسليح المقاتلات الأمريكية على سبيل المثال كما أشار اللواء “مهران”.
في ختام اللقاء، أكد اللواء أحمد زغلول مهران على أن الإتقان والعمل بضمير يشكلان ركيزة أساسية يجب على جميع المصريين الالتزام بها في جميع المجالات. ومن جانبه، وجه المدير الأكاديمي لمركز رع للدراسات د. أبو الفضل الأسناوي الشكر للواء “مهران” على هذا اللقاء الثري، مشيرًا إلى ضرورة استمرار انعقاد مثل هذه الجلسات وتكرارها بشكل دوري للاستفادة القصوى من خبراته ومعرفته القيمة في مجالات التحليل الاستراتيجي والدراسات الأمنية.