كشف الباحث الإسرائيلي ميخائيل ميلشتاين، ضابط الاستخبارات السابق ورئيس منتدى الدراسات الفلسطينية في مركز ديان بجامعة تل أبيب، أن المعلومات الرسمية التي تقدمها تل أبيب لا تعكس الواقع على الأرض، بعد ستة أشهر من استئناف الحرب على غزة، تظل حماس قادرة على إدارة القطاع عسكرياً ومدنياً، بينما إسرائيل لم تحقق أهدافها المعلنة.
المفارقة الإسرائيلية:
رغم الادعاءات الإسرائيلية بأن الجيش سيطر على أكثر من 70% من القطاع ودمر معظم الكتائب الصاروخية لحماس، فإن الحركة ما زالت تهاجم مواقع حساسة في رفح وبيت حانون وخان يونس. علاوة على ذلك، تستمر حماس في تعيين قيادات جديدة وتجنيد مقاتلين، دون أن تظهر أي علامات استسلام.
محطة استراتيجية حرجة:
يشير ميلشتاين إلى أن إسرائيل وصلت إلى مستوى استراتيجي منخفض منذ السابع من أكتوبر 2023، استمرار النزاع وفشل تل أبيب في تحقيق أهدافها، إلى جانب الضغوط الدولية المتزايدة، يزيد من عزلة إسرائيل على الصعيد العالمي. ومع توقع موجة اعترافات واسعة بدولة فلسطينية خلال أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، يصف الباحث هذا الحدث بـ"التسونامي السياسي" الذي قد يضعف موقف إسرائيل دولياً.
هشاشة الخطاب الإسرائيلي:
يبرز ميلشتاين أن قادة إسرائيل لجأوا إلى إنتاج أوهام وتسويقها للجمهور على أنها حقائق، مثل الادعاء بأن بعض الدول العربية ستستوعب سكان غزة أو أن "العشائر الغزية" يمكن أن تحل محل حماس. هذه المزاعم، رغم ضعفها، تواصل التداول داخل المجتمع الإسرائيلي بسبب القبول الإعلامي والجماهيري السهل.
تداعيات داخلية وخارجية:
من الناحية الداخلية، تفتقر إلى أبيب إلى رؤية استراتيجية واضحة، ويغيب النقاش الواقعي عن السياسات العامة، ما يترك المجال للشعارات السياسية والإيديولوجية لتبرير قرارات مسبقة.
أما على الصعيد الخارجي، فإن أي خطوات للضم في الضفة الغربية، وخاصة غور الأردن، قد تؤدي إلى أزمة إقليمية وتضر باتفاقيات السلام والتطبيع.
المستقبل المتوقع:
يرى ميلشتاين أن المرحلة المقبلة ستشهد استمرار قتال عنيف في غزة، مع مخاطر متزايدة على حياة الأسرى وتعميق العزلة الإقليمية والدولية لإسرائيل. كما يحذر من أن المضي قدماً في خطوات الضم دون توافق داخلي سيزيد من الانقسامات ويكلف تل أبيب أثماناً باهظة.
أهمية مراجعة الواقع:
يشدد الباحث على أن مواجهة الحقائق ومراجعة السياسات السابقة بشكل شفاف يعد الطريقة الوحيدة لتصحيح الأخطاء المتراكمة. تجاهل الحقائق والتمسك بالأوهام سيؤدي إلى مزيد من الخسائر والانكسارات، ما يجعل القدرة على التغيير والاحتواء الداخلي ضرورة استراتيجية لإسرائيل.