شهدت الأراضي الفلسطينية اليوم الأحد، تصعيدًا واسعًا من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، شمل استهداف المدنيين في قطاع غزة، واعتداءات المستعمرين على المنازل والأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية.
في مدينة الخليل، استولى العشرات من المستعمرين المسلحين على منزل في البلدة القديمة يعود للمواطن عكا عبد المجيد الجعبري في حارة الجعبري، ورفعوا الأعلام الإسرائيلية عليه، بحماية قوات الاحتلال. وكانت مجموعة أخرى من المستعمرين قد استولت في الثالث من الشهر الجاري على منزل يعود لعائلة نصر بجانب البلدية القديمة في المدينة. وفي بلدة دورا جنوب الخليل، اعتقلت قوات الاحتلال المواطن تامر أبو عرقوب، فيما اعتقلت في المدينة نفسها المواطن مصطفى الطويل بعد مداهمة منزله.
وفي الأغوار الشمالية، اقتحم مستعمرون تجمع المالح بالدراجات، وتجوّلوا بين الخيام بهدف استفزاز المواطنين، في حين أن أغلب مناطق الأغوار تتعرض يوميًا لاعتداءات تشمل اقتحام التجمعات السكانية، مهاجمة المساكن، ملاحقة الرعاة، ونهب المواشي. وأقام المستعمرون بؤرة استيطانية رعوية جديدة في منطقة الساكوت، وأحضروا عشرات رؤوس البقر، ما يعني مصادرة المزيد من الأراضي الرعوية وإغلاقها أمام السكان الفلسطينيين.
كما اقتحمت قوات الاحتلال قرية تياسير شرق طوباس، وداهمت منزلاً وسط اندلاع مواجهات، بينما نصبت بوابة حديدية في أراضي قرية بيت دجن شرق نابلس لمنع الوصول إلى بئر المياه الارتوازي الخاص بالبلدتين، مما يضاعف القيود على السكان ويقطع وصولهم لمواردهم الأساسية.
في قطاع غزة، تواصل الاحتلال ارتكاب مجازر يومية ضد المدنيين، حيث ارتفعت حصيلة شهداء المجاعة وسوء التغذية خلال الـ24 ساعة الماضية إلى 5 حالات وفاة، ليصل إجمالي ضحايا المجاعة منذ 22 أغسطس 2025 إلى 447 شهيدًا، بينهم 147 طفلًا، وسُجلت 162 حالة وفاة منذ إعلان تصنيف المجاعة، من بينهم 32 طفلاً.
كما استشهد وأصيب عدد من المواطنين جراء قصف الاحتلال المستمر، شمل استهداف شقق سكنية في حي الدرج، وخيام نازحين في منطقة الآثار غرب النصيرات، ومناطق متعددة في مدينة غزة، حيث ارتفع عدد الشهداء منذ فجر اليوم إلى 31، وصل منهم 26 إلى مستشفى الشفاء، وشهيدان إلى المستشفى الأهلي العربي، وشهيد إلى مستشفى العودة، وثلاثة إلى مستشفى ناصر. منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، تسبب العدوان الإسرائيلي في استشهاد 65,283 مواطنًا وإصابة 166,575 آخرين، معظمهم من الأطفال والنساء، في حصيلة غير نهائية.
في الضفة الغربية، أصيب شاب في منطقة واد الحمص بين دار صلاح شرق بيت لحم وصور باهر جنوب شرق القدس برصاص قوات الاحتلال، فيما اقتحمت قوات الاحتلال مدينة قلقيلية وحي كفر سابا، وأطلقت الرصاص الحي وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع بشكل عشوائي، قبل أن تنسحب بعد مداهمة استمرت ساعتين دون اعتقالات.
كما يعاني الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال من أوضاع إنسانية وصحية مأساوية، حيث يعاني الأسير بلال عثمان (48 عامًا) من مرض الكلى المزمن وتخثر الدم والنقرس والسكابيوس، إضافة إلى إصابات جسدية نتيجة التعذيب، فيما يعاني الأسير محمد ضراغمة (34 عامًا) والأسير محمد سرحان (25 عامًا) من أمراض مشابهة وفقدان وزن شديد، في حين يرفض السجن تقديم العلاج اللازم لهم.
هذا التصعيد الإسرائيلي المستمر في الضفة الغربية وغزة يظهر تجاهلًا متعمدًا لحقوق المدنيين الفلسطينيين، ويضاعف من معاناتهم اليومية، ويؤكد الحاجة العاجلة لتحرك دولي لحماية السكان من القتل والاستهداف المتكرر، ومن تهجيرهم القسري ومصادرة أراضيهم ومصادر معيشتهم الأساسية.