كشف تقرير إسرائيلي أن جهاز الموساد نشر نحو مئة عميل أجنبي داخل إيران قبيل اندلاع الحرب التي استمرت 12 يوماً في يونيو الماضي، في سياق غير مسبوق من حيث الحجم والتعقيد.
التقرير، الذي بثته قناة "13" الإسرائيلية، نوه إلى أن هؤلاء العملاء أُوكلت إليهم مهام تدمير منصات إطلاق الصواريخ وأنظمة الدفاع الجوي الإيرانية، بعد تلقيهم تدريبات خاصة، واستخدام أنظمة صاروخية ثقيلة تهربت إلى الداخل الإيراني.
تدل العملية على طبيعة الحرب الحديثة التي تعتمد على دمج الاستخبارات البشرية والميدانية مع التكنولوجيا المتقدمة، إذ تضمنت منح غير الإسرائيليين السيطرة على أسلحة متطورة، ما يعد خطوة استثنائية بالنسبة للموساد، الذي اشتهر عادة بالعمليات الدقيقة والصغيرة الحجم.
وفق التقرير، أنشأ سلاح الجو الإسرائيلي وحدة استخبارات جديدة في صيف 2023، قبل هجوم حماس في أكتوبر، لمواجهة التهديد الإيراني، بعد تصاعد الهجمات الصاروخية الإيرانية على إسرائيل وتسارع برنامج طهران النووي. وأوضح رئيس عمليات سلاح الجو العميد غلعاد كينان أن القلق كان قائما بشأن احتمال إسقاط الطيارين، لكن التخطيط الأمني الإسرائيلي تضمّن آليات لضمان إنقاذهم في حال وقوع أي حادث.
وأشار التقرير إلى أن الدفاعات الجوية الإيرانية شكلت تهديدا، رغم أن طهران لم ترسل طائراتها لمواجهة الطيارين الإسرائيليين خشية إسقاطها، بينما كان جنود إسرائيليون متواجدين في مواقع غير محددة بالشرق الأوسط، بحسب ضابط التخطيط العملياتي.
وتضمن محاضر اجتماعات مجلس الوزراء الإسرائيلي قبل وأثناء الحرب، حيث أبلغ مسؤولون الوزراء بوجود مؤشرات على هجوم وشيك من إسرائيل، لكن الاستخبارات الإيرانية لم تتخذ خطوات هجومية مباشرة، في انتظار حوار نووي محتمل مع الولايات المتحدة.
كما تم إبلاغ الوزراء بضرورة الاستعداد لاحتمال سقوط مئات الضحايا المدنيين داخل إسرائيل، ما يعكس إدراك القيادة لإمكانيات الردود المتبادلة في النزاع.
في جانب آخر، أفاد ضابط التخطيط العملياتي أن المنشآت النووية الإيرانية تعرضت لأضرار واسعة، فيما أصيبت "جزء" من المواد النووية، ما يسلط الضوء على الطبيعة المزدوجة للحرب: ضرب القدرات العسكرية مع الحد من الإصابات البشرية قدر الإمكان، وإظهار قدرة إسرائيل على التخطيط الاستراتيجي والاستخباراتي.
التقرير يطرح تساؤلات واسعة حول الاعتماد المتزايد على عملاء أجانب في النزاعات الحديثة، وفعالية الاستخبارات الميدانية مقابل قدرات الدفاع الجوي للدول المستهدفة، كما يعكس تطورات الصراع الإسرائيلي-الإيراني الممتد على صعيدين سياسي وعسكري، ويشير إلى التحديات الأخلاقية والاستراتيجية التي تواجهها الأطراف المعنية في تنفيذ مثل هذه العمليات.