في ظل تصاعد التوترات حول ملف السلاح في لبنان، وجّه السيناتور الأميركي ليندسي غراهام تحذيراً شديد اللهجة بشأن مستقبل حزب الله، مع التأكيد على أن الولايات المتحدة لديها خطة بديلة في حال فشلت المساعي السياسية السلمية.
غراهام وصف حزب الله بأنه ميليشيا مسلحة تشكل تهديداً مباشراً لأمن لبنان والمنطقة، مشيراً إلى أن الحزب يتلقى تدريبات وتمويلاً من إيران، ويخدم مصالحها على حساب سيادة لبنان ومصلحة شعبه. وأوضح السيناتور الجمهوري أن الولايات المتحدة تفضل الحلول السلمية، عبر التعاون مع الحكومة اللبنانية، لكنها لن تتردد في اللجوء إلى الإجراءات العسكرية إذا تعثرت المساعي السلمية.
وقال غراهام: «إذا فشلت الجهود لنزع سلاح حزب الله بالطرق السلمية، فإن الولايات المتحدة وشركاءها مستعدون للانتقال إلى خيارات أكثر حزماً، بما فيها الوسائل العسكرية». وأكد أن الدعم الأميركي للبنان، سواء كان عسكرياً أو اقتصادياً، مرتبط بشكل مباشر بتقدم الحكومة في ملف حصر السلاح بيد الدولة، مؤكداً أن هذه المسألة تُعد شرطاً أساسياً لأي تفاوض أو دعم أميركي مستقبلي.
وأضاف أن هناك إجماعاً إقليمياً متزايداً على ضرورة تجريد حزب الله من السلاح، مشدداً على أن استمرار الوضع الراهن يهدد الاستقرار الإقليمي ويعيق استعادة لبنان سيادته الكاملة.
في هذا السياق، من المتوقع أن تقوم المندوبة الأميركية مورغان أورتاغوس بزيارة إلى لبنان اليوم لمتابعة تنفيذ خطة الجيش اللبناني لنزع سلاح حزب الله. ومن المقرر أن تنتقل أورتاغوس بالطائرة إلى الناقورة، للمشاركة في اجتماع «الميكانيزم» وعدد من الضباط الميدانيين المعنيين بتنفيذ خطة مصادرة السلاح جنوب الليطاني.
وأشارت المعلومات إلى أن أورتاغوس غير راضية عن التقدم البطيء للخطّة، رغم تقديرها لجهود الجيش اللبناني، ومن المتوقع أن تتحدث بلهجة حازمة حول ضرورة الإسراع في سحب السلاح، مستغلة ضعف حزب الله العسكري في الفترة الحالية.
من جهة أخرى، كشفت التطورات الأخيرة عن أضرار كبيرة جراء الغارات الإسرائيلية التي استهدفت بلدات في شمال وجنوب الليطاني يوم الخميس الماضي. ووفق مصادر عسكرية، فإن الجيش اللبناني لم يكن على علم مسبق بهذه الغارات، بينما كانت آلية «الميكانيزم» مطلعة عليها. وأوضحت المصادر أن التنسيق بين الجيش والميكانيزم يشمل إعلام الجيش بالتحركات الميدانية للأطراف المشاركة، بما في ذلك إسرائيل، قبل تنفيذ أي خطوة عسكرية.
وتشير المصادر إلى أن الجيش يلتزم بالإجراءات التنسيقية مع «الميكانيزم»، بينما يتم نقل طلبات وملاحظات الأطراف الشريكة إليه، بما في ذلك المعلومات عن مواقع يُزعم أنها مخازن أو قواعد عسكرية تابعة لحزب الله. ويعكس ذلك حجم التدخل الخارجي في ملف السلاح والقيود المفروضة على الجيش في اتخاذ قرارات مستقلة على الأرض.
يؤكد تصعيد واشنطن الأخير على طبيعة الضغوط الأميركية والإقليمية على لبنان، وربط الدعم العسكري والاقتصادي بمسار نزع سلاح حزب الله، ما يضع الحكومة اللبنانية أمام معضلة سياسية وأمنية معقدة. ويعكس التحذير الأميركي وجود استراتيجية مزدوجة: أولاً الدفع نحو الحل السياسي عبر الحكومة اللبنانية، وثانياً الاحتفاظ بالخيار العسكري كأداة ضغط على حزب الله في حال تعثرت المساعي السلمية. كما يسلط هذا التطور الضوء على دور إسرائيل والميكانيزم في التنسيق مع الجيش اللبناني، ما يزيد من تعقيد المشهد الداخلي ويحد من قدرة السلطات المحلية على إدارة الملف بشكل مستقل.