في تصعيد غير معتاد، شنت وسائل الإعلام الإسرائيلية حملة ضد الشيف الأردنية ياسمين ناصر، بعد أن قدمت وصفات طعام مبتكرة لدعم سكان قطاع غزة في ظل الحصار الإسرائيلي المستمر.
وقالت ناصر في ردها على الهجوم الإعلامي إن إسرائيل لا تسعى فقط للسيطرة على الأرض، بل تمتد محاولاتها لتشمل تراث الشعب الفلسطيني، بما في ذلك أطباقه التقليدية مثل الفلافل والحمص، بالإضافة إلى أطباق أخرى كالتي تبقى علامة على الثقافة الفلسطينية، مثل التبولة. وأضافت أن نهجها في الطهي يمثل شكلًا من أشكال المقاومة السلمية ونصرة القضية الفلسطينية عبر إظهار التراث الغذائي الذي يحافظ على هوية السكان في غزة.
وكانت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية قد اعتبرت وصفات ناصر "محتوى معادي"، وزعمت أنها تشكل "دعاية ضد إسرائيل". وأشارت الصحيفة إلى بعض ابتكارات ناصر، مثل تحضير القهوة من الحمص، واستخدام الأرز بدلًا من البطاطا، وصنع كعكة التمر دون بيض أو سكر، معتبرة أن هذه الوصفات غير اعتيادية وتهدف، وفق وجهة نظرها، إلى التحريض على منابر التواصل الاجتماعي ضد إسرائيل.
ويأتي هذا الهجوم في سياق محاولات إسرائيلية متكررة لتقييد الأصوات الفلسطينية على الإنترنت، خاصة تلك التي تستخدم عبارات مثل "الحرية لفلسطين"، والتي تصنفها بعض المنصات تحت ما يسمى "المحتوى المخالف". ورغم هذه الإجراءات، شهدت وصفات ناصر تفاعلًا واسعًا من سكان غزة، حيث قام العديد منهم بتوثيق مقاطع فيديو أثناء تطبيق هذه الوصفات في ظروف الحصار القاسية، ما أثار انتباه وسائل الإعلام الإسرائيلية واعتبرته تهديدًا لسرديتها الإعلامية.
ويؤكد متابعون أن انتشار محتوى ناصر على منصات التواصل الاجتماعي، الذي يتابعه الملايين، يساهم في كشف الحقائق الإنسانية في غزة وفضح ممارسات الاحتلال، ويشكل وسيلة للفت الانتباه إلى الأزمة الإنسانية بعيدًا عن الحملات الإعلامية الإسرائيلية.
يأتي هذا الهجوم في وقت تتصاعد فيه محاولات إسرائيل لقمع الأصوات الفلسطينية على الإنترنت، سواء عبر التضييق على الحسابات الشخصية أو استهداف النشطاء الذين يستخدمون منصات التواصل لنقل الواقع الإنساني في قطاع غزة، في إطار سياسات أوسع تهدف إلى تقييد وصول المعلومات للعالم الخارجي.