لقاء مرتقب بين ترامب والشرع في نيويورك

رزان الحاج

2025.09.20 - 04:09
Facebook Share
طباعة

 تشهد الأروقة الدبلوماسية في واشنطن ونيويورك استعدادات مكثفة قبيل انعقاد اجتماعات الدورة الـ80 للجمعية العامة للأمم المتحدة، وسط أنباء عن لقاء مرتقب بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب والرئيس السوري أحمد الشرع، خلال مشاركته الرسمية الأولى في أعمال المنظمة الدولية منذ تسلمه السلطة الانتقالية في دمشق نهاية عام 2024.


مشاركة سورية غير مسبوقة منذ عقود
زيارة الرئيس الشرع إلى الولايات المتحدة تحظى باهتمام دولي واسع، إذ ستكون المرة الأولى منذ عام 1967 التي يشارك فيها رئيس سوري في اجتماعات الأمم المتحدة. فقد كان نور الدين الأتاسي آخر رئيس سوري ألقى كلمة من على منبر الجمعية العامة، فيما غابت سوريا طوال عقود عن هذا الحضور على مستوى الرئاسة، حيث لم يشارك الرئيسان السابقان حافظ الأسد وبشار الأسد في مثل هذه المحافل.


ويُنظر إلى مشاركة الشرع باعتبارها إشارة سياسية إلى أن سوريا تحاول إعادة ترسيخ حضورها الدولي بعد مرحلة من العزلة والقطيعة، لاسيما أن زيارته تأتي بعد سلسلة لقاءات رفيعة المستوى، شملت زيارته إلى باريس ولقاءه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وكذلك اجتماعه مع الرئيس ترامب في السعودية في أيار الماضي.


رفع العلم السوري في واشنطن
في خطوة رمزية اعتُبرت مؤشراً على استعادة العلاقات، رُفع العلم السوري يوم الجمعة فوق مبنى السفارة السورية في العاصمة الأميركية واشنطن، للمرة الأولى منذ عقود، بحضور وزير الخارجية أسعد الشيباني وحشد من أبناء الجالية السورية.


وكتب الشيباني على منصة "إكس" تعليقاً على المناسبة: "بعد عقود من الغياب، يُرفع اليوم علم الجمهورية العربية السورية عالياً فوق سفارتنا في واشنطن.. بمشاعر الفخر والاعتزاز، نمثّل شعباً صمد ووطناً لم ينكسر. سوريا تعود".


هذه الخطوة رافقها برنامج سياسي مكثف، إذ التقى الشيباني نائب وزير الخارجية الأميركي كريستوفر لاندوا، وبحث معه مستقبل العلاقات الثنائية، إضافة إلى ملفات إقليمية حساسة مثل العلاقات السورية – الإسرائيلية وتنفيذ اتفاق 10 آذار مع قوات سوريا الديمقراطية.


محطة فارقة في العلاقات السورية – الأميركية
اعتبرت وزارة الخارجية السورية أن زيارة الشيباني تمثل "محطة تاريخية" في مسار العلاقات بين دمشق وواشنطن، كونها الزيارة الأولى منذ ربع قرن لوزير خارجية سوري. وأكدت أن دمشق تسعى عبر هذا الانفتاح إلى بناء صفحة جديدة من العلاقات الدولية على أسس من الاحترام المتبادل والتعاون في المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية.


وبحسب الخارجية الأميركية، فإن واشنطن تنظر إلى المرحلة الحالية باعتبارها "فرصة تاريخية أمام سوريا لبناء دولة سلمية"، مشيرة إلى أن اللقاءات الجارية تهدف إلى بلورة تفاهمات جديدة بشأن مستقبل البلاد وموقعها في المنطقة.


أبعاد ودلالات سياسية
يرى مراقبون أن التحضيرات للقاء المرتقب بين الشرع وترامب قد تحمل أكثر من رسالة، أبرزها:
الاعتراف الدولي بالسلطة الانتقالية: حيث يُترجم هذا اللقاء قبولاً أميركياً ودولياً بالواقع الجديد في دمشق بعد سقوط النظام السابق.
محاولة إعادة التموضع السوري: مشاركة الشرع في الأمم المتحدة ورفع العلم في واشنطن يشيران إلى رغبة دمشق في استعادة الشرعية الدولية وإعادة بناء صورتها كدولة عضو فاعل.
ملف "قسد" واتفاق 10 آذار: سيكون على جدول المباحثات ملف دمج قوات سوريا الديمقراطية ضمن المؤسسات الوطنية، وهو ما تعتبره واشنطن مدخلاً أساسياً لتحقيق الاستقرار.
العلاقات مع إسرائيل: النقاش حول مستقبل العلاقات السورية – الإسرائيلية، وإن كان لا يزال في بداياته، يشكل جزءاً من التحركات الأميركية لتسوية ملفات المنطقة.


مع اقتراب موعد الجمعية العامة، يبدو أن سوريا على أعتاب مرحلة جديدة من العلاقات الدولية، قد تشكّل انعطافة كبرى في مسارها السياسي بعد سنوات طويلة من العزلة. ويبقى اللقاء المرتقب بين الشرع وترامب مؤشراً حاسماً على حجم التغييرات المحتملة في موازين القوى الإقليمية والدولية المتعلقة بالملف السوري.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 10 + 10