الإعدامات الموجزة والتنكيل المدني.. السودان يشهد كارثة إنسانية غير مسبوقة

2025.09.20 - 04:05
Facebook Share
طباعة

أفادت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان بأن السودان شهد منذ بداية عام 2025 وحتى نهاية حزيران/يونيو مقتل ما لا يقل عن 3384 مدنيًا، غالبيتهم في إقليم دارفور، يليه إقليم كردفان ثم العاصمة الخرطوم، ما يسلط الضوء على اتساع نطاق الأزمة الإنسانية في البلاد.


تصاعد القتل خارج نطاق الأعمال القتالية

وثق التقرير مقتل 990 مدنيًا خارج نطاق العمليات العسكرية، بما في ذلك عبر الإعدامات الموجزة، مشيرًا إلى أن هذه الأرقام تعادل نحو 80% من مجموع القتلى المدنيين خلال عام 2024.
وقالت المفوضية إن العدد الفعلي قد يكون أعلى بكثير، بسبب صعوبة الوصول إلى بعض المناطق الساخنة وغياب التوثيق المستقل.

 

منذ 15 نيسان/أبريل 2023، يشهد السودان صراعًا مسلحًا بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، أدى إلى مقتل الآلاف وتشريد الملايين داخليًا وخارجيًا. الأمم المتحدة تصف الوضع بأنه أكبر أزمة إنسانية في العالم حاليًا.

التقرير أشار إلى استمرار الهجمات على مناطق مكتظة بالسكان باستخدام القصف المدفعي والغارات الجوية والطائرات المسيّرة، وهو ما أدى إلى إصابات جماعية وتدمير واسع للبنية التحتية.


انتقام وتوسيع نطاق الإعدامات

وأكدت المفوضية أن حالات القتل غير القانوني ارتفعت ثلاثة أضعاف بين شباط/فبراير ونيسان/أبريل 2025، بعد استعادة الجيش السوداني مناطق كانت تحت سيطرة الدعم السريع في أواخر آذار/مارس، تلاها تنفيذ حملات انتقامية ضد المشتبه بتعاونهم مع القوات المعارضة.

كما وثق التقرير عمليات إعدام مماثلة نفذتها قوات الدعم السريع في الخرطوم، ضمن جهودها لتضييق الخناق على مواقعها.


استهداف العاملين في المجال الإنساني

أوضح التقرير مقتل 30 عاملًا إنسانيًا على الأقل خلال الأشهر الستة الأولى من العام، مع استمرار الهجمات على المرافق الصحية والأسواق وشبكات الطاقة ومصادر المياه، ما يفاقم الأزمة الإنسانية ويعرقل إيصال المساعدات.

كما لوحظ انتشار الاعتقالات التعسفية ضد الأشخاص المشتبه بتعاونهم مع الطرف الآخر، مما يزيد من تدهور الأوضاع الأمنية وغياب الحماية المدنية.

 

دعوة عاجلة للتحرك الدولي

دعا المفوض السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك المجتمع الدولي إلى استخدام نفوذه لإنهاء الصراع، محذرًا من أن استمرار العنف سيؤدي إلى خسائر بشرية واسعة إضافية ما لم تُسرع جهود حماية المدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية بسرعة وبدون عوائق، وقال تورك:
"هذه أزمة حماية واسعة ومقلقة. أرواح كثيرة ستزهق إن لم يكن هناك تحرك عاجل."

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 4 + 5