غياب حذيفة الكحلوت المعروف باسم ابو عبيدة يضع كتائب القسام أمام تحدي كبير في ترتيب قيادتها خلال المعارك المقبلة في غزة.
القيادي الذي كان يمثل أحد أبرز الرموز العسكرية والإعلامية للحركة، لم يكن مجرد ناطق باسم الكتائب، بل كان جزءاً محورياً من مجلسها العسكري ومقرباً من محمد الضيف، مشاركاً بفاعلية في وضع الخطط وتنفيذ العمليات على الأرض.
الاغتيال الذي طال ابو عبيدة مع زوجته وثلاثة من أبنائه يوضح حجم المخاطر التي تواجه قيادات القسام، ويبرز طبيعة الصراع المتشابك بين الحياة الشخصية للقيادات والأهداف العسكرية للحركة.
الصعوبة في التعرف على جثمانه، والجزء الوحيد الذي حسم هويته كان جزء من يده، يعكس مستوى التعقيد الذي واجهته الحركة في التعامل مع تداعيات فقدان أحد رموزها.
طوال السنوات الماضية، كان ابو عبيدة هدفاً لمحاولات اغتيال متعددة منذ عام 2003، مما أجبره على التنقل بين شقق مؤجرة وتجنب الأماكن الثابتة، بينما استهدفت اسرائيل عدد من منازل أقاربه، ما يوضح استراتيجية اسرائيلية مركزة لضرب شبكته القيادية والتأثير على معنويات الحركة.
البيان الأخير لكتائب القسام حول المعركة ومصير المختطفين الإسرائيليين لم يكتف بتأكيد وفاته، بل أشار إلى استمرار الحركة في مواجهة الاحتلال وإعادة توزيع الأدوار القيادية لتأمين استمرارية العمليات العسكرية.
في هذا السياق، يبرز التساؤل عن مدى قدرة الحركة على التعامل مع الفراغ القيادي وتأمين استراتيجياتها المستقبلية، خصوصاً مع احتمال تصعيد العمليات الاسرائيلية كرد فعل على فقدان أحد أبرز قيادييها.
يرى مراقبون أن المرحلة المقبلة ستشهد اختبارات حقيقية للقدرة التنظيمية للكتائب، سواء في الحفاظ على التنسيق بين قيادتها أو في الحفاظ على معنويات المقاتلين والمدنيين على حد سواء، ما يجعل اغتيال ابو عبيدة حدثاً له أبعاد استراتيجية تتجاوز مجرد فقدان ناطق باسم الحركة.