نتنياهو يعلنها: قطر هدف جديد في مشروع "إسرائيل الكبرى"

2025.09.19 - 09:32
Facebook Share
طباعة

في خطوة غير مسبوقة تهدد استقرار المنطقة برمتها، استهدفت إسرائيل أراضٍ قطرية، في اعتداء وصفه وزير الدولة القطري محمد بن عبد العزيز الخليفي بأنه "هجوم على مبدأ الوساطة والدبلوماسية نفسها"، من قلب الخليج، حيث تتواجد قواعد أمريكية حيوية، أطلقت إسرائيل صواريخها، متحدية القانون الدولي ومهددة مسار جهود السلام، لتؤكد مرة أخرى أن سياسة التوسع والعنف أصبحت أداة مركزية في المشروع الإسرائيلي بقيادة نتنياهو.


اعتداء يتجاوز الحدود

وفي مقاله في واشنطن بوست، اعتبر الخليفي أن الهجوم الصاروخي الإسرائيلي على الدوحة يشكل انتهاكًا صارخًا لقواعد السيادة وعدم التدخل المنصوص عليها في القانون الدولي. وأشار إلى أن الضربة وقعت بالقرب من قاعدة العديد الأمريكية، حيث يتمركز آلاف العسكريين الأمريكيين وعائلاتهم، مما يزيد من تعقيد الوضع الأمني في المنطقة.

تأتي الضربة الإسرائيلية على الدوحة في وقت حرج من مفاوضات وقف إطلاق النار مع حركة "حماس". وفق الوزير الخليفي، فإن هذا الهجوم لم يكن مجرد اعتداء على الأراضي القطرية، بل على وظيفة الوساطة نفسها، مهدداً بذلك أي جهد دبلوماسي يسعى لحماية المدنيين وإنهاء النزاعات. وقد وقعت الضربة قرب قاعدة العديد الأمريكية، حيث يتواجد آلاف العسكريين وعائلاتهم، ما يضاعف خطورة التصعيد على الأمن الإقليمي والدولي.

قطر كوسيط دولي.. خبرة طويلة ومسار حاسم للسلام

سلط الوزير الخليفي الضوء على الدور التاريخي لقطر في الوساطة الدولية، مستشهداً بمساهماتها في دارفور وفنزويلا وأفغانستان والكونغو ولبنان وإيران وتشاد وأوكرانيا. وقال إن الدوحة نجحت في تحويل النزاعات المستعصية إلى حوارات مثمرة، ما جعلها شريكاً موثوقاً للعديد من الإدارات الأمريكية المتعاقبة، وركيزة لتحقيق مصالح دبلوماسية وإنسانية في مناطق مضطربة.

وساطة غزة.. قناة حياة للفلسطينيين

أكد الخليفي أن قطر لعبت دوراً أساسياً في دعم الفلسطينيين عبر مكتب حركة "حماس" في الدوحة، الذي تأسس بالتنسيق مع الولايات المتحدة لتسهيل الاتصال غير المباشر وتجنب التصعيد. هذا المسار الوسيط ساعد في إدخال المساعدات الطبية والوقود إلى غزة، وأدى إلى الإفراج عن أكثر من 140 أسيراً إسرائيلياً منذ اندلاع الحرب، مؤكداً أن استهداف هذا المكتب يشكل تهديداً مباشراً لحقوق الفلسطينيين وحياتهم اليومية.

نتنياهو ورؤية "إسرائيل الكبرى": خطر على القانون الدولي

انتقد الوزير الخليفي السياسات التوسعية التي يتبناها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، واصفاً إياها بأنها تمثل تهديداً جوهرياً للنظام القانوني الدولي. ورأى أن إسرائيل استغلت هجمات 7 أكتوبر 2023 لتبرير ضرباتها في دول عدة، من اليمن ولبنان إلى سوريا وإيران وقطر، في إطار مشروع توسعي متهور يضع القوة فوق القانون ويهين الإنسانية.

استهداف الوسطاء.. سابقة تهدد مستقبل الدبلوماسية

حذر الوزير من أن مهاجمة الوسطاء دون محاسبة تشكل سابقة خطيرة تهدد كل مسارات الوساطة الدولية، وتجعل الحرب الخيار الوحيد لحل النزاعات، ما يقوض الحضارة ويحل فيه منطق القوة محل القانون. واستشهد بتجربة طالبان – واشنطن في الدوحة، التي أظهرت أن حماية الوسطاء وتسهيل عملهم هو الطريق الأمثل لإنهاء النزاعات الطويلة وتحقيق الاستقرار.

الدعوة للمجتمع الدولي.. خط أحمر للسلام

ختم الخليفي تحليله بدعوة صريحة للمجتمع الدولي إلى توحيد المواقف وفرض خط أحمر ضد انتهاك السيادة والاعتداء على الوسطاء، مؤكداً أن حماية الوسطاء ليست مجرد مصلحة قطر، بل أساس الدبلوماسية الدولية التي ينهار معها أي أمل في تحقيق السلام.

 

الهجوم الإسرائيلي الأخير ليس مجرد تصعيد عابر، بل اختبار حقيقي لإرادة المجتمع الدولي في حماية القانون الدولي والحفاظ على فرص السلام، وإلا ستنزلق المنطقة نحو فوضى لا حدود لها.

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 8 + 4