استخدمت الولايات المتحدة حق النقض الفيتو يوم الخميس لإسقاط مشروع قرار لمجلس الأمن الدولي كان يطالب بوقف فوري ودائم لاطلاق النار في قطاع غزة، ورفع القيود المفروضة على إيصال المساعدات الإنسانية إلى الفلسطينيين.
وصاغ الأعضاء العشرة المنتخبون من أصل 15 عضواً في المجلس المشروع، الذي دعا أيضاً إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن المحتجزين لدى حركة حماس والفصائل الفلسطينية الأخرى. حصل المشروع على دعم 14 عضواً، فيما استخدمت الولايات المتحدة الفيتو لإفشاله، وهذه المرة السادسة التي تستخدم فيها حق النقض في سياق الحرب في غزة.
يشير استخدام الفيتو إلى استمرار دعم الولايات المتحدة لإسرائيل، رغم الخسائر الإنسانية الكبيرة في القطاع الفلسطيني، وتأثير القصف الإسرائيلي على المدنيين بما في ذلك الأطفال والنساء وكبار السن.
ردود فعل فلسطينية ودولية:
وصفت حركة حماس استخدام الولايات المتحدة للفيتو لإفشال مشروع القرار بأنه "تواطؤ سافر وشراكة في الإبادة الجماعية".
وأكدت الدبلوماسية الأمريكية مورغان اورتاغوس قبل التصويت أن المعارضة الامريكية لن تكون مفاجئة، مشيرة إلى أن القرار لم يتضمن إدانة إسرائيل أو الاعتراف بحق الفلسطينيين في الدفاع عن أنفسهم، وأن المشروع منح شرعية خاطئة للسرديات الفلسطينية، بحسب وصفها.
على الصعيد الدولي، أثار الفيتو انتقادات واسعة، حيث رأت عدة دول القرار كان خطوة مهمة لحماية المدنيين الفلسطينيين وتخفيف المعاناة الإنسانية في غزة، وأن استخدام الفيتو أتاح لإسرائيل مواصلة الهجوم دون أي مساءلة دولية.
مسار الصراع واثره على المدنيين:
اندلعت الحرب في السابع من أكتوبر 2023 بعد هجوم غير مسبوق شنته إسرائيل على القطاع رداً على العمليات الفلسطينية، تضمن قصف مكثف للمدن والمناطق السكنية.
أسفر الهجوم الإسرائيلي عن مقتل أكثر من 65 ألف فلسطيني، وفق أحدث حصيلة لوزارة الصحة في غزة، غالبيتهم من المدنيين، بما يشمل نساء وأطفال وشيوخ.
كما أدى الهجوم إلى احتجاز 251 رهينة، لا يزال 49 منهم محتجزين في غزة، بينهم 27 أعلنت إسرائيل أنهم لقوا حتفهم.
تعكس هذه الأرقام حجم المأساة الإنسانية التي يعانيها المدنيون الفلسطينيون يومياً، بما في ذلك تدمير المنازل والمستشفيات والبنية التحتية الأساسية، ما يزيد من تفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع.
تداعيات الفيتو الأمريكي:
يبرز تصويت مجلس الأمن على المشروع عزلة الولايات المتحدة وإسرائيل على الصعيد الدولي فيما يتعلق بالحرب في غزة.
ويؤكد استخدام الفيتو استمرار دعم إسرائيل في شن هجمات عسكرية دون قيود، ما يطيل أمد النزاع ويزيد من معاناة المدنيين، ويعوق جهود المجتمع الدولي لتوفير الحماية الإنسانية للفلسطينيين وإيصال المساعدات.
كما يعكس الفيتو النفوذ الأمريكي في المجلس، ويبين أن القرارات الدولية المتعلقة بحقوق الفلسطينيين يمكن أن تُحبط بسهولة، حتى مع دعم واسع من الأعضاء الآخرين.
الأبعاد الإنسانية والسياسية:
تستمر الأزمة الإنسانية في غزة، حيث يواجه السكان نقصاً حاداً في الغذاء والمياه والكهرباء والرعاية الصحية. كما أن استمرار الاعتداءات الإسرائيلية يمنع إعادة بناء البنية التحتية المتضررة ويزيد من أعداد النازحين داخلياً.
يرى الفلسطينيون أن دعم المجتمع الدولي لمبادرات وقف النار وفرض مساءلة إسرائيل هو السبيل الوحيد لحماية المدنيين وضمان احترام القانون الدولي الإنساني. وكان مشروع القرار خطوة أساسية لتحقيق هذا الهدف، لكن الفيتو الأمريكي حال دون ذلك، ما يترك المدنيين الفلسطينيين عرضة للمزيد من القصف والمعاناة.