المدينة المنقطعة: كيف يحاصر الاحتلال الفلسطينيين برياً ورقمياً

متابعات _ وكالة أنباء آسيا

2025.09.18 - 08:39
Facebook Share
طباعة

تواصل إسرائيل تصعيد هجومها على مدينة غزة، مستخدمة الغارات الجوية والقصف المدفعي والتوغل البري في مناطق مكتظة بالسكان، ما تسبب بنزوح نحو نصف مليون فلسطيني، بينما يظل حوالي 600 ألف داخل المدينة، معرضين للخطر المباشر، وسط هشاشة الأوضاع الإنسانية في المستشفيات التي باتت على شفير الانهيار، بحسب تحذيرات الأمم المتحدة.

شهدت المناطق الشمالية الغربية والجنوبية الغربية للمدينة، خاصة الكرامة وتل الهوى وصفطاوي شارع الجلاء، تقدماً آلياتياً للقوات الإسرائيلية، مع استخدام العربات المفخخة والغارات المكثفة على الأبراج السكنية والمباني المكتبية، هذا التوسع البري والجوي في مناطق مكتظة بالمدنيين يضاعف المخاطر ويجعل عملية النزوح أكثر صعوبة، خصوصاً في ظل زحام الشوارع وندرة وسائل النقل.

في محاولة لإجبار السكان على النزوح وزيادة الضغط النفسي، استهدفت إسرائيل خطوط الاتصالات والإنترنت، ما أدى إلى انقطاع واسع منذ يومين، كما حدث بين نوفمبر 2023 وفبراير 2024. هذا الانقطاع يعيق التواصل ونقل المعلومات، ويحد من قدرة السكان على طلب المساعدة، كما يصعب على وسائل الإعلام تغطية الأحداث ونقل حجم المعاناة الحقيقية للمدنيين.

وأظهرت حصيلة وزارة الصحة في غزة تسجيل 98 قتيلاً و385 إصابة خلال 24 ساعة، ليصل إجمالي الضحايا منذ 7 أكتوبر 2023 إلى 65,062 قتيل و165,697 إصابة، ما يعكس استمرار سقوط أعداد كبيرة من المدنيين نتيجة الحملة العسكرية الإسرائيلية المستمرة.

على الرغم من هذا التصعيد، توقفت القوات جزئياً عن التقدم في منطقتي النفق والصحابة شرق المدينة نتيجة كثافة السكان، إلا أن القصف المدفعي والجوي لم يتوقف. كما أغلقت إسرائيل معبر «زيكيم» المخصص لإدخال المساعدات الإنسانية، ما زاد من صعوبة النزوح وعمّق الأزمة الإنسانية.

الضغط المستمر على المدنيين، من خلال استهدافهم مباشرة بالعربات المفخخة والغارات المكثفة، وقطع الخدمات الأساسية، يعكس استراتيجية إسرائيلية متكاملة لإجبار السكان على النزوح وخلق حالة من الرعب.
وتستمر أزمة النقل وارتفاع تكاليفه والازدحام الشديد على الشوارع، ما يجعل الوصول إلى مناطق آمنة تحدياً كبيراً، ويضاعف معاناة المدنيين، ويؤكد الحاجة لتدخل دولي عاجل لوقف العدوان وحماية السكان.

هذه العملية العسكرية تعكس أن استهداف المدنيين لم يقتصر على القصف المباشر فقط، بل شمل الضغط النفسي وقطع الخدمات الأساسية، ما يجعل الوضع الإنساني في غزة هشاً للغاية، ويؤكد أهمية تسليط الضوء على معاناة المدنيين الفلسطينيين وضرورة العمل العاجل لإنقاذهم. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 4 + 7