أعلنت إسرائيل اليوم الأربعاء عن فتح طريق إضافي أمام الفلسطينيين لمدة 48 ساعة لمغادرة مدينة غزة، في خطوة وصفها الجيش بأنها تهدف إلى إخلاء المدنيين قبل المضي في عمليات برية موسعة ضد مقاتلي حركة حماس.
ويواجه مئات الآلاف من السكان داخل المدينة مأزقاً حقيقياً، إذ يحجم كثيرون عن التحرك جنوباً بسبب المخاطر على طول الطريق، وغياب المناطق الآمنة، ونقص الغذاء والمياه، إضافة إلى الخوف من تهجير دائم وفقدان منازلهم.
تشير تقديرات الجيش الإسرائيلي إلى أن نحو 400 ألف شخص، اي 40 بالمئة من سكان مدينة غزة قبل إعلان خطة السيطرة في العاشر من أغسطس، غادروا المدينة، بينهم 190 ألفًا اتجهوا نحو الجنوب و350 ألفًا نحو مناطق وسط المدينة.
ومع ذلك، لا تزال غالبية السكان، الذين يقدر عددهم بمئات الآلاف، عالقين في المدينة وسط قصف متواصل واستهداف ممنهج للبنية التحتية والخدمات الأساسية.
العمليات العسكرية المكثفة شملت قصف الأبراج السكنية والمرافق الحيوية مثل محطات المياه والكهرباء والاتصالات، ما أدى إلى تعطيل الخدمات الأساسية وزيادة معاناة السكان. وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية بأن حصيلة القتلى ارتفعت إلى 108 خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، في ظل استمرار القصف البري والجوي المكثف.
وفي سياق موازٍ، أعلنت لجنة تحقيق دولية مستقلة تابعة للأمم المتحدة أن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية بحق سكان قطاع غزة، وهي المرة الأولى التي تصدر فيها لجنة من هذا النوع من الحكم بحق إسرائيل. ويعكس التقرير مستوى الانتهاكات الممنهجة التي تستهدف المدنيين، ويضع المجتمع الدولي أمام مسؤولية مباشرة للتحرك لحماية المدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية.
كما يشير محللون، فتح الطريق الإضافي لمدة 48 ساعة يشكل ضغطًا نفسيًا كبيرًا على السكان، إذ يُجبر العديد منهم على اتخاذ قرارات سريعة، وسط عدم وضوح مصيرهم ومستقبلهم في المدينة، مع استمرار القصف واستهداف المنشآت الحيوية. ويخشى المدنيون من أن يكون الهدف من عمليات الإخلاء الجزئية تمهيدًا لمرحلة جديدة من السيطرة الإسرائيلية على المدينة، تشمل تهجير السكان نهائيًا واحتلال كامل لمناطقهم، ما يضع غزة أمام كارثة إنسانية متفاقمة تتطلب تحركًا دوليًا عاجلًا.
باختصار، تزداد معاناة سكان غزة يوميًا مع استمرار الحصار والقصف وغياب الخدمات الأساسية، بينما تبقى المخاطر الأمنية والإنسانية مرتفعة، وسط تحذيرات من استمرار هذه العمليات قد يؤدي إلى نزوح واسع النطاق وخلق أزمة إنسانية غير مسبوقة.