تمر اليوم الذكرى الأولى لتفجير البيجرز في 17 سبتمبر 2024، العملية التي أودت بحياة 39 شخصاً وأصابت أكثر من 3400 آخرين، بينهم مدنيون وأطفال. الهجوم استهدف أجهزة البيجر بحوزة أعضاء حزب الله، وكان واحداً من أكثر العمليات تعقيداً ودقة من الناحية الأمنية والتقنية، وترك أثراً واضحاً على المستوى الانساني والأمني والسياسي في البلاد.
التحضير للعملية:
التحضير للعملية استغرق سنوات طويلة وشارك فيه خبراء في الأمن السيبراني والاتصالات والطب واللوجستيات، اعتمدت على تنسيق دقيق بين مستويات متعددة من الأجهزة الأمنية والاستخباراتية، ما يعكس التخطيط المكثف والدقة المطلوبة لتنفيذ الهجوم بنجاح. وقد اعتبرت العملية الأولى من نوعها عالميا من حيث الدقة والتعقيد التكنولوجي.
تفاصيل التفجير وعدد الضحايا:
في 17 سبتمبر انفجرت آلاف أجهزة البيجر التي كانت بحوزة أعضاء حزب الله، وأعقبها بعد يوم انفجار أجهزة لاسلكية اخرى.
أدى التفجير إلى مقتل 39 شخصاً وإصابة أكثر من 3400 آخرين، بينهم أطفال ومدنيون لم يكونوا من أعضاء الجماعة. المستشفيات استقبلت نحو 2800 جريح في نصف ساعة، أغلب إصاباتهم كانت في العيون والوجه واليدين، ولا يزال العديد منهم يخضع لعمليات جراحية طويلة لاستعادة الحركة وتقليل الندوب.
الجرح الإنساني المستمر:
الجرح النفسي والجسدي لا يزال مفتوحاً، إذ المصابون يواجهون تبعات الانفجار في حياتهم اليومية.
بعض الجرحى اضطروا إلى إعادة ترتيب حياتهم التعليمية والمهنية والاجتماعية بينما يواصلون رحلة التعافي الطويلة بدعم محدود، الحادث ترك أثر دائم على المجتمع المحلي.
الخلفيات الأمنية والسياسية:
تفجير البيجرز لم يكن مجرد حادث أمني، بل انعكاس لصراع أوسع بين إسرائيل وحزب الله على الأرض اللبنانية.
العملية استهدفت منظومات حساسة قد تؤثر على قدرة الجماعة على التحكم في أنشطتها التقنية واللوجستية. الهدف كان توجيه رسالة استراتيجية لإضعاف قدرة الجماعة على مواجهة أي عمليات مستقبلية، إلى جانب إرسال إشارة عن التفوق التكنولوجي الإسرائيلي في المنطقة.
ايضاً جاءت في سياق تصاعد التوترات الإقليمية بين إسرائيل وإيران.
التقييم الدولي وحقوق الانسان:
الانفجار أثار استنكاراً دولياً، حيث اعتبرت الأمم المتحدة وبعض المنظمات الحقوقية أن استهداف المدنيين بهذه الطريقة يشكل انتهاكا للقانون الدولي الإنساني، المواد المستخدمة في الأجهزة التفجيرية صممت لإحداث أكبر عدد من الإصابات، مما دفع الخبراء إلى وصف الحادث بأنه جرائم حرب تتضمن استهداف المدنيين عمدا وشن هجمات عشوائية.
الرسائل السياسية:
وجه أمين عام حزب الله نعيم قاسم اليوم الأربعاء، رسائل دعم وتشجيع للجرحى، مؤكدا أن العملية لم توقفهم بل زادت من تصميمهم على الاستمرار في أعمالهم. القيادة اعتبرت الجرحى رمزا للبصيرة والصمود، وأن استمرارهم في التعافي والعمل والمشاركة الاجتماعية يمثل رسالة قوية على قدرة الجماعة على تجاوز الأزمات.