أثار رفع صور أمين عام حزب الله حسن نصر الله وهاشم صفي الدين على صخرة الروشة بمناسبة الذكرى الأولى لاغتيالهما جدلاً واسعاً في العاصمة اللبنانية، مع تباين وجهات النظر بين مختلف الأطراف السياسية والمجتمع المدني حول استخدام مساحة وطنية رمزية لأغراض حزبية.
خلفيات الجدل:
تعد الصخرة معلماً طبيعياً ذا بعد ثقافي وتاريخي في بيروت، ما يجعلها ذات رمزية كبيرة في الوعي الجماعي للمدينة. ورأى بعض نواب بيروت والمجتمع المدني أن استخدام الصخرة لأغراض حزبية قد يؤثر على الطابع الجامع للمكان، خاصة أن الحزب لم يحصل على إذن رسمي من محافظة بيروت لإقامة هذه الفعالية، بما يخالف القوانين المحلية المتعلقة بالأملاك العامة.
المواقف البرلمانية:
أعرب عدد من النواب، من بينهم نبيل بدر وضاح الصادق وفؤاد مخزومي وأشرف ريفي، عن تحفظاتهم، معتبرين أن استغلال الصخرة لأغراض حزبية يتعارض مع قيم الوحدة والسلم الأهلي. وأوضحوا أن المظهر الرمزي للمكان يجب أن يظل جامعاً لكل اللبنانيين، وليس مرتبطاً بفئة سياسية واحدة، محذرين من أي تداعيات محتملة قد تنشأ عن تسييس المعالم الوطنية.
رأي مناصري الحزب:
من ناحية أخرى، يرى مناصرو حزب الله أن رفع الصور يأتي في إطار إحياء ذكرى شخصيات لهم دور في تاريخ الحزب، ويعتبرونه حقاً للتعبير عن الوفاء والتقدير، مؤكدين أن الهدف من المبادرة رمزي ثقافي وليس له أي بعد تهديد للوحدة الوطنية.
الأبعاد الرمزية والاجتماعية:
تُعتبر الصخرة مساحة مشتركة بين مختلف مكونات بيروت، وتحمل تاريخاً من الذاكرة الجماعية والثقافية للمدينة. ويشير خبراء إلى أن أي محاولة لاستغلالها لأغراض سياسية قد تثير سجالات مجتمعية، لذلك يحذرون من تأثير هذه الممارسات على التوازن الاجتماعي والسياسي للعاصمة.