تقرير عبري: نتنياهو يستثمر تساهل ترامب لتوسيع الحرب

متابعات _ وكالة أنباء آسيا

2025.09.17 - 05:29
Facebook Share
طباعة

رأت صحيفة هآرتس أن الغارة الإسرائيلية على الدوحة، والتي استهدفت قيادة حماس دون أن تحقق أهدافها، شكلت دليلاً على قدرة نتنياهو في المناورة داخل التحالف مع واشنطن.
فبينما سعى الطرفان لتقديم رواية منسقة حول الضربة، ظهرت التناقضات سريعاً: ترامب نفى علمه المسبق، في حين سربت مصادر إسرائيلية أن نتنياهو أبلغه قبل أقل من ساعة على التنفيذ.

هذا التباين، بحسب الصحيفة، أبرز هشاشة الموقف الأمريكي، إذ لم يترتب على نتنياهو أي ثمن سياسي، واستفاد من تساهل ترامب الذي اكتفى بالتصريحات الغامضة.

ضربة عسكرية.. نتائج سياسية عكسية:

الغارة التي احتفى بها نتنياهو لم تغير موازين الحرب، لكنها قوضت مسار المفاوضات حول الرهائن وأثارت موجة إدانات دولية، زادت من الالتفاف العربي حول قطر، تقارير أمنية إسرائيلية داخلية وصفت العملية بأنها قرار فردي لنتنياهو، مخالف لنصائح المؤسسة العسكرية، ما أدى إلى تعميق التوتر الداخلي وتوسيع رقعة الحرب مع بدء الغزو البري لغزة.

سياسة ترامب المتساهلة:

منذ بداية ولايته الثانية، سمح ترامب لنتنياهو بهامش واسع للتحرك دون ضوابط، فقدمت الغارة على أنها منسقة مع البيت الأبيض للحصول على ما سمته الصحيفة "ختم الموافقة الرئاسي".
في المقابل، اكتفى ترامب بدور المتفرج، رغم تحذيرات المنظمات الإنسانية من تفاقم الكارثة في غزة.

هذا النمط المتكرر، كما تقول هآرتس، يعكس رغبة ترامب في تجنب الصدام مع نتنياهو حفاظاً على رصيده لدى الجمهوريين، حتى لو كان الثمن تآكل النفوذ الأمريكي في الشرق الأوسط.

تداعيات إقليمية ودولية:

الصحيفة حذرت من أن هذا النهج قد يضعف قدرة واشنطن على التأثير في ملفات حساسة، مع اقتراب الجمعية العامة للأمم المتحدة من التصويت على الاعتراف الرمزي بالدولة الفلسطينية.
تهديدات اليمين الإسرائيلي بضم أجزاء من الضفة قد تفجر التفاهمات التي بنيت عبر اتفاقيات "إبراهيم"، وتعرقل أي مسار لتطبيع العلاقات مع السعودية، التي ينظر إليها ترامب كـ "الجائزة الكبرى".

أزمة استراتيجية أمريكية:

خلصت هآرتس إلى أن السياسة الأمريكية الحالية لا تظهر أي رؤية متماسكة: واشنطن تبدو مترددة، فيما يمنح نتنياهو "شيكاً مفتوحاً" لمواصلة الحرب.

النتيجة، بحسب تقديرات خبراء، مزيد من التصعيد العسكري، استمرار معاناة المدنيين، ضعف فرص إطلاق الرهائن، وتآكل موقع الولايات المتحدة كوسيط قادر على ضبط إيقاع الصراعات في الشرق الأوسط. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 9 + 5