لماذا يواجه الجيش الإسرائيلي أزمة في الكوادر العسكرية؟

متابعات _ وكالة أنباء آسيا

2025.09.17 - 04:33
Facebook Share
طباعة

تصريحات رئيس شعبة القوى البشرية في الجيش الإسرائيلي، اللواء دادو بار كليفا، أمام لجنة مراقبة الدولة في الكنيست، فتحت الباب أمام نقاش أوسع حول تآكل البنية البشرية للمؤسسة العسكرية في وقت تخوض فيه حرباً واسعة على قطاع غزة.

مؤشرات الأزمة:

أبرز ما كشفه بار كليفا يتمثل في أن بعض الضباط المهنيين بدأوا يطلبون التقاعد المبكر حتى في ظل العمليات العسكرية الجارية.
هذه الظاهرة تعكس تراجع الحافز للخدمة الطويلة داخل الجيش، في وقت يقول فيه إن المؤسسة بحاجة إلى نحو 12 ألف جندي إضافي لتغطية العجز القائم.

إلى جانب ذلك، تتحدث الأرقام الرسمية عن أكثر من 17 ألف حالة تهرب من الخدمة العسكرية، كثير منها يجري عبر مكاتب محاماة تستخرج إعفاءات بطرق احتيالية، الظاهرة جعلت "التهرب من التجنيد" أقرب إلى حالة اجتماعية مألوفة في إسرائيل، وهو ما يثير قلق المؤسسة العسكرية من تداعياته على المدى البعيد.

عقدة الحريديم:

جزء كبير من الأزمة يرتبط بقانون إعفاء اليهود المتشددين (الحريديم) من الخدمة العسكرية، المحكمة العليا كانت قد أجلت البت في القضية حتى نهاية العام لإعطاء الحكومة فرصة لإعداد تشريع جديد، لكن استمرار الجدل حول هذا الملف يضع الجيش في موقع ضعيف، حيث يرى ضباطه أن استثناء شريحة واسعة من المجتمع من الخدمة يقوض مبدأ "تقاسم الأعباء".

انعكاسات الحرب على غزة:

المؤشرات تأتي في ظل حرب مفتوحة على غزة، اتسمت بتوسع الهجوم البري وتكثيف الغارات الجوية، ما رفع الكلفة البشرية والمادية على إسرائيل. تزامن ذلك مع انتقادات دولية واسعة بسبب الأوضاع الإنسانية الكارثية في القطاع، حيث أعلنت الأمم المتحدة رسمياً حالة مجاعة، فيما تشير أرقام وزارة الصحة في غزة إلى سقوط أكثر من 64 ألف قتيل معظمهم من المدنيين.

دلالات أوسع:

الأزمة الحالية لا تقتصر على نقص في التجنيد أو الاحتفاظ بالكوادر، بل تكشف أيضاً عن اهتزاز في البنية الداخلية للجيش الإسرائيلي. فالتحديات المركبة ـ من حرب طويلة الأمد في غزة، وضغط سياسي داخلي، وانقسام مجتمعي حول "من يخدم ومن يُعفى" ـ تجعل المؤسسة العسكرية أقل تماسكاً. هذا الواقع يفتح مجالاً أوسع أمام المقاومة الفلسطينية للاستفادة من إرباك الخصم وإطالة أمد استنزافه، إذ تضطر القيادة العسكرية الإسرائيلية إلى إعادة التفكير في بنيتها وآليات عملها للحفاظ على قدرتها القتالية، بينما تظل غزة صامدة رغم الكلفة الإنسانية الباهظة. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 5 + 3