مع اتساع العمليات العسكرية الإسرائيلية، أصبح قطاع غزة على وشك مواجهة أزمة غير مسبوقة، حيث تحولت معظم مساحاته إلى مناطق خطرة، فيما المساحات المتاحة لإيواء النازحين محدودة للغاية.
تزايد الضغوط على السكان المدنيين يجبرهم على الانتقال إلى مناطق مكتظة جنوب القطاع، بينما يستمر جيش الاحتلال في إصدار إنذارات الإخلاء بهدف تضييق الخيارات أمام السكان.
نحو 281.95 كيلومتراً مربعاً من مساحة القطاع باتت غير صالحة للسكن، أي ما يعادل 77.28%، بينما المساحة المتاحة لاستقبال حوالي مليوني نازح تمثل حوالي 23% فقط. المنطقة المعلنة آمنة في خان يونس بتاريخ 6 سبتمبر/أيلول تبلغ نحو 43.4 كيلومترا مربعا، أي حوالي 11.9% من مساحة القطاع، وهي الوجهة المخصصة للنازحين من شمال غزة ومدينة غزة، بالإضافة إلى نازحي خان يونس ورفح.
معظم المناطق الأخرى المعلن عنها كمفتوحة ليست خالية من السكان، وبعضها مكتظ بنازحين آخرين، بينما تحتوي مناطق أخرى على مكبات نفايات وأنقاض، مما يزيد صعوبة الحصول على مأوى آمن.
ضغط المساحات المحدودة يضاعف معاناة المدنيين، ويجعل التهجير القسري والازدحام جنوب القطاع واقعاً يومياً، خاصة بالنسبة للأطفال والنساء والأسر الفقيرة.
العمليات العسكرية تقلص الخيارات أمام السكان، ما يزيد احتمالية وقوع كارثة إنسانية واسعة خلال الفترة المقبلة.
منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تنفذ إسرائيل، بدعم أميركي، عمليات تعتبرها جهات حقوقية إبادة جماعية، وأسفرت حتى الآن عن استشهاد 64 ألفا و905 فلسطينيين وإصابة 164 ألفا و926 آخرين، أغلبهم من النساء والأطفال، إضافة إلى مجاعة قتلت 425 فلسطينيا بينهم 145 طفلا.
استمرار الهجمات يزيد من الحاجة الملحة لتحرك دولي عاجل لحماية المدنيين وتأمين المساعدات الإنسانية الأساسية.