السيسي وتميم.. نحو جبهة عربية موحدة لمواجهة التهديدات وحماية الأمن القومي

2025.09.15 - 03:27
Facebook Share
طباعة

شهدت الدوحة اليوم (الاثنين) لقاءً مهماً بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وأمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، على هامش القمة العربية الإسلامية الاستثنائية المنعقدة للتضامن مع قطر عقب الهجوم الإسرائيلي الأخير الذي استهدف قيادات من حركة «حماس» في العاصمة القطرية.

وخلال اللقاء، أكد الزعيمان على «أهمية بلورة رؤية مشتركة للعمل العربي الجماعي، وتشكيل جبهة موحدة لحماية الأمن القومي العربي»، في ظل ما تشهده المنطقة من تحديات غير مسبوقة، تتصدرها الحرب المستمرة في غزة والاعتداءات الإسرائيلية المتكررة التي باتت تطال دولاً عربية.

موقف موحّد بشأن غزة

المتحدث باسم الرئاسة المصرية، محمد الشناوي، أوضح في بيان رسمي أن السيسي وتميم شدّدا على ضرورة مضاعفة الجهود لوقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية دون عوائق، مع رفض أي محاولات لفرض واقع جديد عبر تهجير الفلسطينيين خارج أراضيهم.

هذا الموقف يعكس تقارباً عربياً متزايداً في ظل تصاعد التحذيرات من خطط إسرائيلية لإحداث تغييرات ديموغرافية في القطاع.

تضامن مصري مع قطر

في بادرة سياسية لافتة، أعرب الرئيس السيسي عن تضامن مصر الكامل مع قطر في مواجهة أي محاولات للنيل من سيادتها، مجدداً إدانة القاهرة للهجوم الإسرائيلي على الأراضي القطرية الأسبوع الماضي. كما أكد استعداد مصر لتقديم الدعم في سبيل صون سيادة الدولة الخليجية.

 

القمة الطارئة التي تستضيفها الدوحة بمشاركة أعضاء جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، تأتي في وقت بالغ الحساسية، إذ تسعى لتوحيد المواقف العربية والإسلامية في وجه التصعيد الإسرائيلي، وإرسال رسالة واضحة برفض استهداف العواصم العربية.


وبحسب مصادر دبلوماسية، فإن القمة ستناقش أيضاً آليات الرد المشترك على الانتهاكات الإسرائيلية، إلى جانب دعم الجهود الرامية لإعادة إطلاق مسار سياسي شامل يفضي إلى تسوية عادلة للقضية الفلسطينية.

 

الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف قيادات من «حماس» في الدوحة أسفر عن مقتل خمسة من عناصر الحركة، فيما نجا القادة المستهدفون. كما لقي أحد أفراد الأمن القطري مصرعه أثناء تصديه للعملية. الحادثة أثارت موجة إدانات عربية ودولية، واعتُبرت تطوراً خطيراً ينذر بتوسيع دائرة الصراع خارج الأراضي الفلسطينية.

 


اللقاء بين السيسي وتميم لا يمكن النظر إليه بمعزل عن مسار العلاقات المصرية – القطرية خلال الأعوام الأخيرة، التي شهدت تحولات ملحوظة من التوتر والقطيعة إلى التنسيق والتشاور في الملفات الإقليمية. ويُعد التضامن المصري مع قطر في مواجهة الهجوم الإسرائيلي الأخير إشارة واضحة إلى أن الخلافات السابقة باتت خلف الطرفين، وأن ضرورات المرحلة تفرض التعاون وتعزيز الجبهة العربية في مواجهة التحديات المشتركة.

كما أن هذا اللقاء وما تلاه من مواقف مشتركة يعكسان إدراكاً عربياً متنامياً بأن استمرار الانقسام يضعف القدرة على الردع، بينما التكتل يمكن أن يشكل ورقة ضغط حقيقية على الساحة الدولية، سواء لوقف الحرب في غزة أو لمواجهة أي محاولات لتهديد أمن وسيادة الدول العربية.

ومن شأن مخرجات القمة العربية الإسلامية الاستثنائية أن تحدد ملامح المرحلة المقبلة، سواء من خلال بلورة آليات للتنسيق العملي بين العواصم العربية والإسلامية، أو عبر الدفع باتجاه تحالفات أوسع لمواجهة السياسات الإسرائيلية. في هذا السياق، قد يشكل اللقاء بين القاهرة والدوحة نقطة انطلاق نحو إعادة صياغة مفهوم الأمن القومي العربي على أسس أكثر شمولاً وفاعلية.

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 3 + 5