سوريون يردون على محاضرة مناف طلاس

2025.09.15 - 03:04
Facebook Share
طباعة

 أثارت محاضرة العميد السابق في الجيش السوري، مناف طلاس، الذي كان مقربًا من الرئيس السابق بشار الأسد، جدلاً واسعاً بين السوريين على منصات التواصل الاجتماعي. المحاضرة التي أُقيمت السبت الماضي في العاصمة الفرنسية باريس، نظّمها معهد العلوم السياسية "سيانس بو"، ركزت على رؤيته لمستقبل سوريا بعد سقوط النظام السابق، ودوره في توحيد القوات المسلحة تحت مظلة وطنية.

موقف مناف طلاس

خلال المحاضرة، أعرب طلاس عن أمله في نجاح السلطات الانتقالية برئاسة أحمد الشرع، وأكد على ضرورة تأسيس مجلس عسكري جامع للقوات الموجودة على الأرض، بهدف بناء جيش وطني موحد يكون "علمانياً" بعيداً عن التوجهات الدينية أو الطائفية، بحسب قوله. وأضاف الجنرال المنشق، وهو ابن العماد مصطفى طلاس وزير الدفاع السوري الأسبق، أنه لا يسعى لتولي أي منصب سياسي رفيع، بل يركز على توحيد سوريا وتعزيز استقرارها.

ولدى استعراض تصريحات طلاس، أشار إلى أن هدفه يتمثل في تحقيق وحدة وطنية عسكرية، مع التأكيد على أن الجيش المستقبلي يجب أن يكون إطاراً جامعاً لجميع القوى، بعيداً عن أي انتماءات مذهبية أو سياسية ضيقة.

ردود الفعل على وسائل التواصل

مع نشر صور وأقوال طلاس على منصات التواصل الاجتماعي، تداول المستخدمون آراء متنوعة، تراوحت بين النقد والسخرية والرفض. اعتبر بعض المغردين أن المحاضرة تأتي في سياق استفزاز الدولة السورية، معربين عن استغرابهم لعدم قيام طلاس بأي موقف معارض للنظام خلال الثورة السورية، رغم قربه من الرئيس السابق.

واستذكر آخرون ما ارتكبه والد مناف طلاس، العماد مصطفى طلاس، من توقيع على قرارات إعدام خلال حكمه، مؤكدين أن تصريحات الابن لا تمنحه أي رصيد شعبي أو سياسي في الشارع السوري المدني والعسكري. وغرّد أحد الناشطين: "هناك قرابة 23 ألف معتقل أُعدموا بتوقيع والدك في سجن تدمر، هؤلاء ينتظرون العدالة، فكيف يمكن تجاهل تاريخ العائلة عند الحديث عن الديمقراطية؟"

الانتقادات المرتبطة بالدين والمذهب

تناولت بعض التعليقات محاولة مناف طلاس تحديد توجه إسلامي معين لسوريا، مستبعدة أن يكون له أي تأثير فعلي على الخطاب الديني في البلاد. ولفت معلقون إلى أن السلطة الحالية، رغم خلفيتها المختلفة، لم تتدخل في حياة السوريين الدينية أو تحدد توجهاتهم، بل ركزت على بناء مؤسسات الدولة واستقرارها، بينما يأتي طلاس من الخارج ليقترح تصوراته الخاصة حول الدين والمذاهب.

كما أشارت التغريدات إلى أن طلاس لم يوضح ما إذا كان يقصد التواصل مع ضباط نظام الأسد السابق أو الضباط المنشقين والأحرار، مما زاد من الغموض حول قدرته على فرض أي تغييرات عسكرية أو سياسية على الأرض.

تقييم الموضوعي للمحاضرة

من منظور حيادي، يُمكن القول إن المحاضرة كانت محاولة لتقديم رؤية عسكرية وسياسية خارج نطاق الدولة السورية الحالية، لكنها واجهت رفضاً واسعاً بسبب سجل العائلة التاريخي وعلاقاتها بالنظام السابق، إضافة إلى قلة مصداقية طلاس لدى السوريين المدنيين والعسكريين.

تظل قضية مستقبل سوريا مرتبطة بالجهات المحلية والأطراف الفاعلة داخلياً، فيما يبرز دور المحاضرات الخارجية كمنصات للرأي الشخصي، لكنها لا تملك تأثيراً عملياً على الواقع الأمني والسياسي في البلاد. ويستمر السوريون في تقييم أي تدخل خارجي أو تصريحات شخصية وفق نتائج ملموسة على الأرض، بعيداً عن المناقشات الإعلامية أو المؤتمرات في الخارج.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 6 + 5