بدأ نحو 600 من أبناء البدو العرب في محافظة السويداء جنوبي سوريا بالعودة إلى منازلهم في قرية القصر، بعد نحو شهرين من النزوح نتيجة اشتباكات مسلحة استمرت أسبوعاً بين مجموعات درزية وعشائر بدوية، والتي أدت إلى تعطيل الحياة اليومية ونزوح السكان إلى مناطق آمنة في ريف دمشق ودرعا.
سبب النزوح
أوضح محمد زوريك (58 عاماً)، أحد العائدين، أن النزوح كان نتيجة القصف اليومي على مناطقهم من قبل مجموعات مسلحة تابعة لحكمت الهجري، أحد مشايخ عقل الدروز في سوريا، إضافة إلى حوادث اختطاف طالت بعض السكان، ما دفعهم إلى مغادرة قراهم حفاظاً على حياتهم وسلامتهم.
وأشار زوريك إلى أنه رغم استتباب الأمن وعودتهم إلى القرى، إلا أن حالة من الغموض والقلق ما زالت تسيطر على مستقبلهم، بسبب تداعيات الاشتباكات السابقة وعدم وضوح الوضع الأمني بشكل كامل.
جهود دعم العائدين
قال محافظ السويداء، مصطفى البكور، إن مساعدات إنسانية تم توزيعها على العائلات العائدة إلى قراهم في ريف السويداء الشمالي الشرقي، بالتوازي مع دراسة مشاريع خدمية تشمل تأهيل آبار المياه، وشبكات الكهرباء، والمنشآت الصحية والتعليمية والخدمية.
وأضاف البكور أن هذه الخطوة تأتي في إطار جهود الاستجابة الطارئة لتخفيف معاناة الأسر المتضررة ودعم استقرارها بعد سنوات من التهجير، من خلال توفير احتياجاتها الأساسية وضمان عودة آمنة وكريمة تليق بها.
الوضع الأمني ومستقبل القرى
تتضمن خطة العودة مراقبة أمنية لضمان استقرار القرى ومنع أي تصعيد جديد بين الأطراف المتنازعة، كما يتم التنسيق مع السلطات المحلية لتسهيل عودة باقي العائلات التي نزحت سابقاً.
وتعد عودة الأهالي إلى قرية القصر خطوة مهمة في إعادة الحياة الطبيعية إلى ريف السويداء، بعد أشهر من النزوح والفوضى الأمنية، وتؤكد على أهمية استمرار الجهود الحكومية والمحلية لضمان أمن واستقرار المناطق الريفية المتضررة.