تحذيرات إسرائيلية من مواجهة وشيكة مع مصر: هل ينهار "السلام البارد"؟

اماني إبراهيم

2025.09.15 - 02:43
Facebook Share
طباعة

تزايدت في الأيام الأخيرة مؤشرات القلق داخل إسرائيل بشأن احتمالية اندلاع مواجهة عسكرية مع مصر، بعدما حذّر الخبير العسكري وضابط المخابرات السابق تال أورتان عبر منصات التواصل الاجتماعي من أنّ "مصر تستعد للحرب ضدنا"، داعياً المؤسسات الأمنية والسياسية في تل أبيب إلى إبقاء أنظارها مركزة على القاهرة.

تصعيد إعلامي وتحذيرات استخباراتية

تصريحات أورتان لم تأتِ بمعزل عن المشهد الداخلي الإسرائيلي، إذ رافقتها حملة مكثفة في وسائل الإعلام العبرية، تحدثت عن أنّ الحرب مع مصر باتت "مسألة وقت". هذه التحذيرات تعكس تحوّلاً في المزاج الإسرائيلي، خاصة مع شعور متزايد – وفق الإعلام العبري – بأن القاهرة باتت ترى في المواجهة مع تل أبيب خياراً محتملاً على ضوء التطورات الأخيرة في غزة وقطر.

فتور دبلوماسي وتحول اتفاقيات السلام

صحيفة يسرائيل هايوم كشفت أنّ العلاقات بين القاهرة وتل أبيب وصلت إلى أدنى مستوياتها منذ توقيع اتفاقية كامب ديفيد، مشيرةً إلى أنّ "اتفاقيات إبراهيم" التي بشّرت في البداية بسلام دافئ تتحول تدريجياً إلى مجرد سلام بارد متجمد. هذا التوصيف يعكس حقيقة الخلافات المتراكمة، التي ازدادت حدةً بعد طرح إسرائيل لفكرة تهجير الفلسطينيين من غزة إلى مصر.

القاهرة ترفض التهجير: خط أحمر وطني

أثارت تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو – خلال مقابلة مع قناة عبر تطبيق تلغرام – عاصفة من الغضب بعد أن لمح إلى إمكانية فتح معبر رفح لإخراج سكان غزة نحو مصر. ردت القاهرة سريعاً وبحزم عبر وزارة الخارجية، مؤكدة أن مصر لن تكون بأي حال شريكاً في تهجير الفلسطينيين، في موقف اعتبره مراقبون امتداداً للتاريخ المصري الثابت منذ 1948 في رفض التطبيع الشعبي والسياسي مع إسرائيل خارج حدود الاتفاق الرسمي.

مؤشرات عسكرية مقلقة

التقارير العبرية سلطت الضوء على تصاعد القوة العسكرية المصرية، من خلال مناورات متكررة مع الولايات المتحدة وروسيا والصين، إلى جانب تعزيز الوجود العسكري في سيناء بعشرات الآلاف من الجنود دون تنسيق مسبق مع إسرائيل. هذه التحركات اعتُبرت في تل أبيب رسالة سياسية وأمنية ذات أبعاد استراتيجية، تزيد من المخاوف حول مستقبل الاستقرار في المنطقة.

الاقتصاد لا يخفف التوتر

حتى التعاون الاقتصادي بين الجانبين لم يعد كافياً لامتصاص حدة التوتر. فصحيفة يسرائيل هايوم وصفت اتفاقية الغاز التي تقدر بنحو 35 مليار دولار بأنها "رمزية في معظمها"، في إشارة إلى ضعف تأثيرها أمام تصاعد الخلافات السياسية والدبلوماسية والأمنية.

موقف إقليمي داعم لمصر

الغضب المصري لم يكن معزولاً، إذ انضمت دول مثل الأردن والإمارات إلى رفض تصريحات نتنياهو بشأن تهجير الفلسطينيين. هذا الموقف الجماعي يعزز العزلة الإسرائيلية في المنطقة، ويزيد من احتمالية أن تشكل الأزمة الحالية نقطة تحوّل في العلاقات الإسرائيلية-المصرية والإقليمية على حد سواء.
 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 1 + 10