أثار الاقتراح المصري بإحياء مشروع "القوة العربية المشتركة" عاصفة من ردود الفعل داخل إسرائيل، حيث وصفت وسائل الإعلام العبرية الفكرة بأنها "خطر استراتيجي وجودي" يضع لأول مرة إمكانية تشكيل جبهة عربية عسكرية منظمة في مواجهة التفوق الإسرائيلي.
القاهرة تعيد طرح المبادرة
التقارير العبرية أشارت إلى أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يعمل على إعادة إحياء مبادرة "القوة العربية المشتركة"، التي سبق أن طرحت قبل عشر سنوات عام 2015، لكن لم يكتب لها التنفيذ. المبادرة الجديدة تأتي – بحسب المصادر الإسرائيلية – على خلفية الغضب العربي المتصاعد من الهجوم الإسرائيلي الأخير على العاصمة القطرية الدوحة، والذي استهدف شخصيات بارزة من حركة حماس.
قوة عربية بحجم "ناتو مصغّر"
وفقاً لموقع emess العبري، فإن المشروع المصري يقترح إنشاء قوة عسكرية قوامها نحو 20 ألف جندي، على أن تكون مهمتها توفير الحماية لأي دولة عربية تتعرض لهجوم خارجي، مع التركيز على التصدي للهجمات الإسرائيلية. التقرير وصف القوة بأنها ستكون "ناتو عربي"، وهو ما دفع محللين عسكريين في إسرائيل للتحذير من أن ذلك قد يشكّل "إعلان حرب صريحاً".
تحركات دبلوماسية موازية
القناة الـ12 الإسرائيلية أوضحت أن القاهرة لا تتحرك وحدها في هذا الملف، بل تنسق مع السعودية وفرنسا من أجل ممارسة ضغط دبلوماسي على إسرائيل، بالتوازي مع الإعداد العسكري. ويُنظر إلى هذه الجهود على أنها محاولة لتأسيس آلية دفاع عربية جماعية، بما يوازي حلف شمال الأطلسي (الناتو)، ويمنح الدول العربية ثقلاً سياسياً وعسكرياً في مواجهة تل أبيب.
ردود فعل إسرائيلية غاضبة
من جانبه، وصف زعيم المعارضة يائير لابيد الاقتراح المصري بأنه "ضربة موجعة لاتفاقيات السلام واتفاقيات إبراهيم"، مشيراً إلى أنه يأتي في توقيت بالغ الحساسية بعد التصويت الأممي الأخير لصالح إقامة دولة فلسطينية. وأضاف لابيد أن حكومة بنيامين نتانياهو تسببت في عزلة إسرائيلية متزايدة، وأنها "مزيج من القتل والغطرسة والهاوية"، داعياً إلى استبدالها "قبل فوات الأوان".
هواجس أمنية في تل أبيب
في الدوائر الدبلوماسية الإسرائيلية، يُنظر إلى المبادرة المصرية باعتبارها تهديداً مباشراً لتفوق إسرائيل العسكري في المنطقة. فالمخاوف لا تقتصر على القوة العددية المحتملة، بل تمتد إلى إمكانية توظيفها كغطاء لمواجهة عسكرية عربية موحدة، الأمر الذي قد يُغيّر معادلات الصراع جذرياً بعد عقود من الهيمنة الإسرائيلية.