روبيو ونتنياهو يقلبان الطاولة.. واشنطن وتل أبيب تباركان قصف الدوحة قبل القمة العربية

2025.09.15 - 02:32
Facebook Share
طباعة

في خطوة أثارت غضباً شعبياً ودبلوماسياً واسع النطاق قبل ساعات من انطلاق قمة الدوحة الطارئة، قدّم وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رسالة موحّدة إلى دول الخليج تؤكد استمرارية التحالف الأميركي-الإسرائيلي ودعم خيارات «المواجهة» ضد إيران وحماس، بينما أعلن نتنياهو أن تل أبيب تتحمّل «المسؤولية الكاملة» عن الهجوم الأخير الذي استهدف قيادات حركية في قطر.


في المؤتمر الصحافي المشترك الذي عُقد في القدس، أعاد وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو التأكيد على أن التحالف بين واشنطن وتل أبيب يتجاوز إطار «عملية السلام» ليشمل التكنولوجيا والاقتصاد والأمن الإقليمي. روبيو صوّب اتهاماته مباشرة إلى حركتي «حماس» وإيران، معتبراً أن تدمير البنية العسكرية للحركة وحرمان طهران من امتلاك سلاح نووي يشكلان أولوية قصوى للولايات المتحدة. ودعا إلى فرض مزيد من العقوبات الدولية على إيران، مشدداً على أن الوقت حان لتحرك أوروبي أوسع. من جانبه، شدد بنيامين نتنياهو على أن إسرائيل «لا تملك حليفاً أفضل من الولايات المتحدة»، مؤكداً أن الضربة الأخيرة ضد قيادات حماس في قطر كانت «قراراً إسرائيلياً مستقلاً» تتحمّل تل أبيب تبعاته كاملة.

 


جاءت زيارة روبيو عشية قمة الدوحة الطارئة، التي جمعت زعماء عرباً ومسلمين للتنديد بالهجوم الإسرائيلي على الأراضي القطرية. هذا التزامن زاد من سخونة المشهد السياسي، إذ سارعت منظمات دولية مثل مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة إلى الدعوة لجلسات عاجلة لبحث التداعيات. في المقابل، اتسع الشرخ بين إسرائيل وعدد من العواصم الخليجية، لتجد واشنطن نفسها أمام معادلة صعبة: كيف تحافظ على تحالفاتها التقليدية في الخليج مع استمرارها في تغطية العمليات الإسرائيلية؟

 

الرسائل التي بعثها روبيو ونتنياهو ركزت على «إضعاف حماس» ومواجهة النفوذ الإيراني، في محاولة واضحة لطمأنة الحلفاء الخليجيين. غير أن الغضب الشعبي والرسمي من استهداف الأراضي القطرية يهدد بإعادة ترتيب أولويات بعض الدول، خاصة تلك التي تجد نفسها بين مطرقة الضغوط الأمريكية وسندان الرأي العام الداخلي. محللون يرون أن الأزمة قد تُعيد رسم خطوط التحالفات الأمنية في المنطقة، خصوصاً إذا استمرت واشنطن في تبني الموقف الإسرائيلي دون حساب انعكاساته الخليجية.

 


الأزمة لم تبقَ في حدودها السياسية والعسكرية، بل سرعان ما ألقت بظلالها الإنسانية. فمع استمرار القصف الإسرائيلي على غزة، ارتفع عدد الضحايا المدنيين وتوسعت رقعة الدمار في البنية التحتية للقطاع. هذه التطورات تضع إسرائيل تحت ضغط متزايد من المجتمع الدولي، وتفتح الباب أمام سيناريوهات تصعيدية إقليمية لا يمكن التنبؤ بمداها، لاسيما مع تنامي الغضب الشعبي في العواصم العربية والإسلامية، وارتفاع الأصوات المطالبة بإجراءات عملية تتجاوز بيانات الشجب والاستنكار.

 

 

الضربة الإسرائيلية التي وقعت قبل أيام في قطر واللقاء اللاحق بين روبيو ونتنياهو يعلنان تحولاً خطيراً في معادلة العلاقة بين واشنطن وحلفائها الخليجيين من جهة، وبين إسرائيل من جهة أخرى. بينما تؤكد واشنطن استمرار الشراكة مع تل أبيب، فقد تضع هذه الخطوات الخليج أمام خيارات صعبة بين حماية مصالح أمنية واقتصادية واتخاذ مواقف سياسية قد تُعمّق الانقسام الإقليمي. المشهد الآن يتجه صوب دورة دبلوماسية حادة في الدوحة والأمم المتحدة خلال الساعات المقبلة.
 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 8 + 3