تتصاعد الخلافات داخل إسرائيل حول مستقبل العمليات في غزة، بعدما فجّر رئيس حزب «الديمقراطيين» يائير غولان جدلاً واسعاً باتهامه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالسعي إلى احتلال غزة بالكامل وإقامة حكم عسكري فيها، رغم معارضة المؤسسة الأمنية. غولان حذّر من أن هذه الخطوة «ستقود إسرائيل إلى كارثة محققة»، مؤكداً أنها تهدد حياة الأسرى وتزيد خسائر الجيش وتغرق الدولة في أزمة سياسية واقتصادية خانقة.
معركة سياسية على القرار العسكري
غولان كشف أن رئيس أركان الجيش أبدى معارضة صريحة لخطة الاحتلال، ما يعكس انقساماً واضحاً بين القيادة السياسية والعسكرية. وأكد أن تجاهل نتنياهو لتحذيرات المؤسسة الأمنية يبرهن على أن قراراته «مدفوعة بمصالح شخصية وأزمات فساد» أكثر مما هي مبنية على تقديرات استراتيجية.
تهديد للأسرى والجنود
أحد أبرز محاور التحذير تمثل في ملف الأسرى المحتجزين داخل غزة، حيث اعتبر غولان أن التوغل العسكري العميق سيعرّض حياتهم لخطر مباشر. كما أشار إلى أن العملية ستتسبب في «موت عدد كبير من الجنود» في معارك شوارع وأزقة مكتظة بالسكان، يصعب فيها فرض سيطرة طويلة الأمد.
تكاليف اقتصادية وسياسية هائلة
إلى جانب الخسائر البشرية، نبّه غولان إلى أن الاحتلال سيكبّد إسرائيل أعباء مالية ضخمة في ظل أزمة اقتصادية متصاعدة. كما أضاف أن أي محاولة لإدارة حكم عسكري في غزة ستضع إسرائيل في مواجهة مفتوحة مع المجتمع الدولي، وتعمّق عزلتها الدبلوماسية، فضلاً عن إشعال غضب داخلي يهدد استقرار الجبهة الداخلية.
هجوم مباشر على نتنياهو
غولان لم يكتفِ بالتحذيرات العسكرية، بل وجّه سهام النقد مباشرة إلى نتنياهو، واصفاً إياه بـ«الغارق في تحقيقات أمنية خطيرة» و«المسؤول الأول عن أحداث السابع من أكتوبر». كما اتهمه بتلقي أموال قطرية خلال الحرب، معتبراً أنه فقد الشرعية والأهلية لاتخاذ قرارات مصيرية بهذا الحجم.
مسؤولية الجيش وأركانه
في ختام تصريحاته، شدّد غولان على أن رئيس الأركان يجب أن يدرك حجم مسؤوليته التاريخية، مؤكداً أن «قائد الجيش ليس جندياً عادياً، بل صاحب واجب ثقيل تجاه جنوده ودولته»، وعليه أن يقف بكل ثقله لوقف قرارات سياسية قد تجر البلاد نحو «الهاوية».
الخلاف الدائر بين نتنياهو وغولان يعكس أزمة أعمق داخل إسرائيل: هل ستذهب القيادة إلى احتلال شامل يعيد سيناريوهات الماضي ويفتح باب حرب استنزاف طويلة؟ أم أن المؤسسة العسكرية ستفرض رؤيتها الأكثر حذراً؟ في الحالتين، يبقى المشهد مفتوحاً على احتمالات كارثية، سواء على مستوى الوضع الإنساني في غزة أو على استقرار إسرائيل الداخلي.