قمة الدوحة الطارئة.. هل ستواجه إسرائيل بغضب عربي غير مسبوق؟

2025.09.15 - 12:11
Facebook Share
طباعة

في تحرك غير متوقع ومفاجئ، تنطلق مساء اليوم الاثنين، 15 سبتمبر 2025، القمة العربية-الإسلامية الطارئة في العاصمة القطرية الدوحة، بعد ساعات فقط من الهجوم الإسرائيلي الدموي الذي استهدف مقرات قيادات حركة حماس داخل الأراضي القطرية وأسفر عن مقتل خمسة من أبرز أعضائها، بينهم نجل القيادي خليل الحية. هذا التصعيد غير المسبوق يضع المنطقة أمام لحظة فاصلة، ويثير تساؤلات حاسمة حول مدى استعداد الدول العربية والإسلامية لتوحيد موقفها وتحويل الغضب السياسي إلى خطوات فعلية على الأرض.

القمة، التي تضم حضورًا واسعًا من القادة العرب والإسلاميين، ستناقش ملامح مشروع البيان الختامي الذي يركز على إدانة "إرهاب الدولة" الإسرائيلي، ودعم الوساطة القطرية والمصرية والأمريكية في جهود وقف إطلاق النار، والضغط على المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته تجاه الاعتداءات الإسرائيلية، مع إعادة التأكيد على دعم قيام دولة فلسطينية مستقلة وفق حل الدولتين.

تصعيد إسرائيلي يهدد استقرار المنطقة

الهجوم الإسرائيلي على الدوحة لم يكن مجرد عمل عسكري محدد، بل يُعتبر رسالة سياسية قوية تهدف إلى زعزعة استقرار المنطقة وإضعاف جهود الوساطة العربية والدولية. هذا التصعيد أثار مخاوف واسعة من تحول الوضع في غزة إلى مواجهة مفتوحة، وزاد من حدة التوتر بين الدول العربية وإسرائيل، مما دفع بعض الدول إلى اتخاذ خطوات احتجاجية على المستوى الدبلوماسي، بما في ذلك استدعاء السفراء وتوجيه رسائل حادة لإسرائيل على المستويين الإقليمي والدولي.

محاور البيان الختامي المنتظر

من المتوقع أن يتضمن البيان الختامي للقمة عدة محاور أساسية:

إدانة الهجوم الإسرائيلي ووصفه بـ"إرهاب دولة" يستهدف استقرار المنطقة.

دعم جهود الوساطة القطرية والمصرية والأمريكية للتوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار.

مطالبة المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته للضغط على إسرائيل ووقف الاعتداءات.

إعادة التأكيد على دعم قيام دولة فلسطينية مستقلة وفقًا لحل الدولتين.

هذه النقاط تعكس رغبة الدول العربية والإسلامية في إصدار موقف موحد، يوازن بين الضغط السياسي والدبلوماسي وبين الحفاظ على استقرار المنطقة.

الخيارات العربية والإسلامية

القمة ستطرح أيضًا عدة خيارات عملية للتعامل مع التصعيد الإسرائيلي، من أبرزها:

الضغط السياسي والاقتصادي على إسرائيل، بما يشمل فرض عقوبات أو تعليق الاتفاقيات التطبيعية.

تعزيز الوحدة الإقليمية والتعاون العربي-الإسلامي لمواجهة التحديات المشتركة.

دعم المقاومة الفلسطينية سياسيًا وماليًا، مع الالتزام بسيادة الدول وعدم التدخل المباشر في النزاع العسكري.

هذه الخيارات تعكس مدى جدية القادة العرب والإسلاميين في مواجهة الهجوم الإسرائيلي، وتؤشر إلى احتمالات تحول الغضب السياسي إلى خطوات ملموسة على الأرض.

السياق الدولي والتحولات الجيوسياسية

انعقاد القمة يأتي في ظل تحولات جيوسياسية كبرى، حيث لم تعد الولايات المتحدة وحدها الفاعل الرئيس في المنطقة، وصعود الصين اقتصاديًا وسياسيًا يجعل من الممكن للدول العربية البحث عن تحالفات بديلة واستراتيجية. هذا الواقع يزيد من أهمية ما ستقرره القمة، ويجعل أي موقف موحد صادر عنها له وزن وتأثير في موازين القوى الإقليمية والدولية.

قمة الدوحة الطارئة تمثل اختبارًا حقيقيًا للتضامن العربي والإسلامي في مواجهة العدوان الإسرائيلي، وتكشف مدى استعداد الدول العربية على تحويل الغضب السياسي إلى موقف موحد وإجراءات عملية. البيان الختامي، في حال اعتماده، سيكون مؤشرًا واضحًا على قدرة هذه الدول على استخدام أدوات الضغط السياسي والدبلوماسي لتحقيق السلام، وحماية القضية الفلسطينية، والحفاظ على الاستقرار الإقليمي في منطقة غاية في التعقيد والتوتر. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 7 + 5