شرعت قوات الاحتلال الاسرائيلي، اليوم الاحد، في تركيب سياج حول مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين أونروا في مخيم الجلزون شمال رام الله والبيرة، في خطوة تمثل استمراراً لسياسات الفصل وفرض السيطرة على الاراضي الفلسطينية، الهدف المعلن للسياج هو عزل المدارس عن مستوطنة بيت ايل المقامة على اراضي المخيم، لكن الاجراء يعكس أيضاً استهداف المؤسسات التعليمية الفلسطينية وتحجيم دورها في المجتمع.
مدير مركز الجلزون للاعلام المجتمعي محمد حمدان، في تصريحات صحفية، اوضح ان المدارس اصبحت محاصرة فعلياً، مع وضع اسلاك شائكة وتدخل في خطوط الكهرباء، ما اعاق العملية التعليمية مباشرة وحول المدارس الى فضاءات اشبه بالسجون.
الخطوة تأتي ضمن سلسلة طويلة من الاعتداءات المتكررة على مدارس أونروا في المخيم، والتي تهدف الى تقويض عمل المؤسسات التعليمية التي تقدم خدماتها للاجئين الفلسطينيين منذ عقود.
على خلفية هذه الاجراءات، يواصل الاحتلال تعزيز الاستيطان في مناطق الضفة، عبر بناء جدار اسمنتي على الشارع الرئيسي الرابط بين نابلس ورام الله، وحملات تفتيش واخطارات هدم للمنازل القريبة من المخيمات.
في الوقت ذاته، اصدر جيش الاحتلال قراراً بتجريف نحو 200 دونم من اراضي الفلسطينيين غرب طولكرم، ضمن مخطط لتوسعة المستوطنات وتثبيت السيطرة على الاراضي الاستراتيجية، في خطوة تزيد من ضغوط الحصار على التجمعات الفلسطينية وتحرمها من مصادر رزقها.
الاعتداءات لم تقتصر على الضفة الوسطى، اذ اقتحم مستوطنون بحماية الاحتلال المسجد الاقصى وادوا طقوساً استفزازية، كما نصبت قوات الاحتلال بوابة حديدية في بلدة الرام شمال القدس لتقييد حركة المواطنين، في اطار سياسة متكاملة للسيطرة على الاراضي والمقدسات.
عمليات الاعتقال كانت جزءاً اساسياً من هذه السياسات، حيث نفذت قوات الاحتلال حملة واسعة شملت مناطق مختلفة من الضفة والقدس. ووفق بيانات نادي الاسير الفلسطيني وهيئة شؤون الاسرى، بلغ عدد المعتقلين منذ بداية الحرب في الضفة والقدس اكثر من 19 الف شخص، دون احتساب قطاع غزة.
بالاضافة الى ذلك، استمرت عمليات التجريف وحملات الاستيلاء على الاراضي في مناطق مثل واد الجوايا في مسافر يطا جنوب الخليل، وبلدة كفر الديك غرب سلفيت، ضمن مشاريع استيطانية ربط المستوطنات القائمة وتوسيع النفوذ على الاراضي الفلسطينية، ما يزيد من التضييق على السكان وحرمانهم من الاراضي الزراعية ومصادر رزقهم.
تهدف هذه العمليات الى اضعاف مؤسسات المجتمع الفلسطيني، بما في ذلك التعليم والدين والحياة اليومية، تمهيداً لتوسيع المستوطنات وفرض سيطرة كاملة على المناطق الاستراتيجية.
كما انها تتزامن مع الضغوط الدولية والاقليمية على الفلسطينيين في سياق الصراع الاسرائيلي الفلسطيني، وتصعيد الاحتكاك في مناطق حساسة مثل المخيمات والمدارس والمساجد، ما يزيد من تعقيد المشهد السياسي والامني في الضفة الغربية.