هل يكفي اتفاق الدبيبة لوقف نفوذ الميليشيات في طرابلس؟

متابعات _ وكالة أنباء آسيا

2025.09.14 - 04:34
Facebook Share
طباعة

العاصمة الليبية، لا تزال تواجه تحديات أمنية كبيرة نتيجة الصراع المستمر بين الدولة والجماعات المسلحة، التي تتحكم بمفاصل الأمن والمرافق الحيوية، التوترات الأخيرة مع جهاز الردع أظهرت مدى هشاشة الوضع، ووضعت الحكومة أمام ضرورة إيجاد حلول سياسية وأمنية تمنع تفجر مواجهة مسلحة قد تؤثر على استقرار العاصمة وسكانها.

خلفيات الصراع: النفوذ والهياكل الموازية:

على مدار السنوات الماضية، سيطرت جماعات مسلحة متفرقة على مطارات ومراكز احتجاز، مستفيدة من الفراغ الأمني الناجم عن الانقسامات السياسية المتكررة، جهاز الردع كان أحد أبرز هذه القوى، ساعياً لتعزيز تأثيره داخل المدينة والحفاظ على مكتسباته، ما أدى إلى صدامات متكررة مع مؤسسات الدولة وخلق حالة من التوتر المستمر بين الأطراف المختلفة.

الأحداث الأخيرة: تصاعد التوتر

شهدت طرابلس في الأسابيع الماضية تحركات مكثفة لجهاز الردع داخل مطار معيتيقة وبعض المراكز الأمنية، ما أثار قلق الحكومة من احتمالية اندلاع مواجهات مسلحة. استجابت السلطات بمزيج من الضغوط السياسية والتحركات الأمنية المدروسة، مع الحرص على تفادي الصدام المباشر، لحماية المدنيين وإرساء قاعدة للسيطرة القانونية على الهياكل الأمنية غير الرسمية.

الاتفاق: خطوات لضبط المشهد

أفضت الجهود الأخيرة إلى التوصل إلى اتفاق ينص على انسحاب جهاز الردع من المطار وتسليم مراكز الاحتجاز تحت إشراف وزارة العدل والهيئات القضائية. يمثل هذا الإنجاز نجاحاً رمزياً للدولة في فرض سيطرتها على البنية التحتية الحيوية، ويعد خطوة أولى لتقليص نفوذ الجماعات المسلحة، لكنه لا يضمن حلاً كاملاً للنزاع، إذ تظل القدرة الفعلية للميليشيات قائمة على الأرض.

الآفاق المستقبلية: بين التفكيك والاستقرار

يؤكد محللون أن نجاح الاتفاق يعتمد على تنفيذ بنوده بشكل كامل ومستدام، وإلا فقد يتحول إلى مجرد تسوية شكلية لا تمنع استمرار النفوذ المسلح في طرابلس، إذا تمت المتابعة الدقيقة وتطبيق الإجراءات، فقد يصبح الاتفاق نموذجاً لإدارة النزاعات مع ميليشيات أخرى، ويتيح تعزيز سلطة الدولة وحماية المدنيين، مع إمكانية دمج هذه القوى في هيكل أمني موحد تحت إشراف الدولة.

طرابلس بين الاستقرار والهشاشة:

العاصمة الليبية اليوم عند مفترق طرق، حيث تتشابك المصالح الأمنية والسياسية والاقتصادية في مشهد معقد. الاتفاق الأخير يوفر فرصة لتعزيز الاستقرار، لكنه يذكّر بأن تحقيق السلام يتطلب جهوداً مستمرة وتوازناً دقيقاً بين القانون والضغط، وبين التهدئة والتحصين، وبين ما يظهر إعلامياً وما يحدث خلف الكواليس. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 2 + 5