القمة الطارئة في قطر.. عباس يرفع الصوت ضد إسرائيل ويدعو لوحدة الصف

2025.09.14 - 01:08
Facebook Share
طباعة

في توقيت شديد الحساسية، قبيل انطلاق القمة العربية الإسلامية الطارئة في الدوحة، أطلق الرئيس الفلسطيني محمود عباس تحذيراً صريحاً من "تصعيد خطير" تمثل في الاعتداء الإسرائيلي على دولة قطر، معتبراً أنه تجاوز لا يمسّ الدوحة وحدها، بل يضرب ركائز الأمن العربي والإسلامي المشترك. تحذير عباس لم يكن مجرد موقف تضامني، بل رسالة سياسية مركّبة، هدفها حشد موقف عربي وإسلامي موحد يتجاوز البيانات التقليدية إلى إجراءات رادعة تعيد ضبط ميزان القوة في المنطقة.

 

قطر في قلب المعادلة الأمنية:

تصريحات عباس عكست تحوّلاً في إدراك القيادة الفلسطينية لطبيعة التهديد الإسرائيلي، فالهجوم على قطر – الدولة التي تحظى بثقل اقتصادي وسياسي وإعلامي كبير – لا يمكن فصله عن السياق الإقليمي الأوسع. فإسرائيل – بحسب قراءة عباس – تسعى عبر هذه الاعتداءات إلى اختبار قدرة العرب والمسلمين على الردع الجماعي، وإلى بعثرة أوراق التحالفات في لحظة إقليمية حرجة.

فلسطين والربط بين الجبهات:

لم يكتفِ الرئيس الفلسطيني بالإشارة إلى خطورة الاعتداء على قطر، بل ربطه مباشرة بالملفات الفلسطينية الملتهبة:

استمرار الحصار والاعتداءات على غزة.

تصاعد الاستيطان في الضفة والقدس.

إرهاب المستوطنين المنظم.

حجز الأموال الفلسطينية.


هذا الربط يعني أن عباس يسعى إلى تحويل القمة من منصة تضامن مع قطر فقط، إلى نقطة انطلاق لتبني أجندة فلسطينية – عربية مشتركة.

ما وراء الدعوة للوحدة:

حين شدد عباس على أن "أمن قطر جزء لا يتجزأ من أمننا القومي العربي والإسلامي"، فهو لم يخاطب الدوحة فحسب، بل وجّه رسالة مزدوجة إلى العواصم العربية الكبرى: أن تجاهل الاعتداء على قطر اليوم قد يفتح الباب أمام اعتداءات متكررة غداً على عواصم أخرى، بما فيها تلك التي تعتقد أنها محصّنة بمعاهدات أو تحالفات دولية.

السيناريوهات المتوقعة:

تصعيد دبلوماسي منظم: إصدار موقف عربي-إسلامي ملزم، مع تحريك قنوات الأمم المتحدة والمحاكم الدولية.

خطوات ردعية اقتصادية وسياسية: قد تشمل خفض العلاقات مع تل أبيب، أو فرض ضغوط جماعية عبر شركاء دوليين.

تفعيل آليات دفاع جماعي: ولو بشكل رمزي، بما يوصل رسالة بأن أمن أي دولة عربية أو إسلامية ليس شأناً داخلياً.


الدور القطري كرافعة للقضية الفلسطينية:

أشاد عباس بالدور الذي تلعبه قطر، لكن في العمق، الإشادة تمثل محاولة لجرّ الموقف القطري إلى مستوى أعلى من الانخراط المباشر في ملفي غزة والقدس. فبالنسبة للسلطة الفلسطينية، أي استثمار قطري إضافي في الملف الفلسطيني يعني كسر الجمود الراهن، وتحصين الموقف الفلسطيني في ظل انشغال بعض العواصم بأولويات داخلية أو صفقات جانبية.

 


الاعتداء الإسرائيلي على قطر مثّل مفاجأة استراتيجية، دفعت الدوحة إلى الدعوة لعقد قمة طارئة تجمع العرب والمسلمين على أرضها. هذه القمة تأتي في وقت بالغ التعقيد، إذ تعيش المنطقة على وقع تصعيد عسكري في غزة، واستقطاب سياسي متصاعد بين تحالفات إقليمية ودولية. في هذا السياق، يبدو تحذير عباس بمثابة محاولة استباقية لمنع تكرار سيناريو العزلة والانقسام العربي، ودفع الأطراف إلى التوحد حول قضايا الأمن الجماعي.

 

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 7 + 5