في خطوة مفاجئة على الساحة الإقليمية، دعا رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، اليوم الأحد، إلى تشكيل "حلف إسلامي عسكري" لمواجهة ما وصفه بـ "العدوان الإسرائيلي" على قطر والمنطقة العربية. التصريحات، التي جاءت في سياق استعدادات القمة الطارئة العربية الإسلامية المنعقدة في الدوحة، تحمل في طياتها رسائل سياسية واستراتيجية قد تعيد رسم التحالفات في الشرق الأوسط، في وقت تتصاعد فيه التوترات على أكثر من جبهة.
تصعيد جديد ضد إسرائيل
أكد السوداني في حديثه مع قناة "الجزيرة" القطرية أن العدوان الإسرائيلي الأخير على قطر يمثل "خرقًا لكل القوانين والأعراف الدولية"، معتبرًا أنه يشكل "تهديدًا لأمن كل دول المنطقة". وأضاف أن الهجمات الإسرائيلية في غزة خلال العامين الماضيين تمثل "قتلًا ممنهجًا"، ما يعكس نهجًا عدوانيًا ممنهجًا من الحكومة الإسرائيلية، وفق وصفه.
دعوة لتشكيل تحالف إسلامي متعدد الأبعاد
أوضح رئيس الوزراء العراقي أن الدعوة ليست مجرد رد فعل سياسي، بل تشكل "إعلانًا عن تحالف سياسي وأمني واقتصادي للدول الإسلامية". وأشار إلى إمكانية إنشاء قوة أمنية مشتركة للدفاع عن الدول الإسلامية، مؤكدًا أن الدول العربية والإسلامية تمتلك "الكثير من الأوراق" التي يمكن استثمارها لمواجهة أي عدوان إسرائيلي مستقبلي.
التصريحات تفتح الباب أمام سيناريوهات متعددة، من بينها إعادة تفعيل "الناتو العربي" الذي اقترحته مصر قبل نحو عشر سنوات، والذي من المتوقع أن يتم الإعلان رسميًا عن تفعيله خلال القمة الطارئة في الدوحة.
أبعاد استراتيجية
الناتو العربي: الفكرة المصرية لإنشاء تحالف عسكري عربي لمواجهة أي تهديدات خارجية لم تكن محكومة بالزمن، لكن تصعيد إسرائيل في غزة والمنطقة دفع إلى إعادة النظر في إمكانية تفعيلها على نحو عاجل.
العدوان الإسرائيلي: يأتي التصعيد الإسرائيلي في وقت حساس، حيث تتزامن الضربات مع تحركات دبلوماسية عربية وإسلامية لإعادة تفعيل الأطر الأمنية المشتركة، ما قد يزيد من الضغط على إسرائيل دوليًا.
التحديات الداخلية: أي تحالف إسلامي عسكري سيواجه تحديات كبيرة، منها تفاوت القدرات العسكرية والاقتصادية للدول الأعضاء، واختلاف المصالح الإقليمية، إضافة إلى التحفظات الدولية حول تشكيل تحالفات عسكرية جديدة في المنطقة.
التوقعات المستقبلية
مع انعقاد القمة الطارئة العربية الإسلامية في الدوحة اليوم وغدًا، يترقب المراقبون خطوات ملموسة نحو تفعيل "الناتو العربي" أو ما يمكن أن يسميه البعض "حلفًا إسلاميًا عسكريًا"، الذي قد يشكل نقطة تحول في معادلة القوة الإقليمية. وفي حال تفعيل التحالف، سيصبح أمام الدول العربية والإسلامية فرصة للرد على ما تعتبره تهديدًا إسرائيليًا مستمرًا، مع احتمالات إعادة رسم التحالفات السياسية والعسكرية في الشرق الأوسط.