روبيو يصل تل أبيب.. تحذير لحماس ودعم غير مشروط لإسرائيل

2025.09.14 - 11:48
Facebook Share
طباعة

وسط أجواء مشحونة بالتوترات، ووضع إنساني يزداد خطورة في قطاع غزة، وصل وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو إلى إسرائيل، في زيارة تُعد الثانية له منذ توليه منصبه، بعد أيام قليلة من الضربات الإسرائيلية التي استهدفت قادة حركة "حماس" في الدوحة. زيارة روبيو تأتي في وقت تتصاعد فيه الضغوط الدولية على إسرائيل، مع تزايد الدعوات لإطلاق هدنة وعودة الرهائن، بينما يكرر الوزير الأميركي تحذيره لحركة "حماس": لا مكان لكم في مستقبل المنطقة إذا أرادت السلام.

 

استقبال رسمي ورسائل دعم واضحة

استُقبل روبيو وزوجته جانيت دوسديبيس في مطار بن غوريون من قبل كبار المسؤولين الإسرائيليين، بمن فيهم السفير الأميركي مايك هاكابي. وأكد الوزير الأميركي أن الهدف من الزيارة هو تجديد الالتزام الأميركي بأمن إسرائيل، ومناقشة المسار المقبل في غزة، وعودة الرهائن المحتجزين لدى "حماس" إلى ديارهم.

وقال روبيو قبل سفره: "حماس لا يمكنها البقاء إن أرادت المنطقة تحقيق السلام"، في رسالة صارمة تعكس موقف الإدارة الأميركية من تهديدات الحركة.

 

الضربة على قطر: أزمة في التحالفات والوساطة

الضربة الإسرائيلية التي استهدفت قادة حماس في الدوحة أثارت غضب قطر، الحليف الرئيسي لواشنطن في المنطقة، وأثرت بشكل مباشر على جهود الوساطة الدولية للتوصل إلى هدنة.

وكانت الدوحة تُعد حلقة أساسية في التفاوض غير المباشر بين إسرائيل وحماس، وتهدف لتأمين الإفراج عن الرهائن، كما أشار المصدر إلى أن الضربة أدت إلى تعطيل جهود التهدئة، وسط تصريحات متباينة من الأطراف الإقليمية والدولية.

رغم الانتقاد العلني النادر الذي وجّهه الرئيس السابق دونالد ترامب للضربات الإسرائيلية على قطر، جدد روبيو دعم بلاده لإسرائيل، لكنه شدد على ضرورة تقييم تأثير هذه الخطوة على جهود السلام المستقبلية.

 

نتنياهو وحماس: صراع على العقبات والرهائن

دافع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن الضربات على قادة حماس في الدوحة، معتبرًا أن التخلص منهم "سيزيل العقبة الرئيسية أمام إنهاء الحرب وإطلاق سراح الرهائن".

وعلى الجانب الآخر، وصف منتدى عائلات الرهائن نتنياهو بأنه العقبة الحقيقية أمام حل الأزمة الإنسانية، مؤكدًا أن كل محاولة للتوصل إلى صفقة كانت تُعطّلها الحكومة الإسرائيلية.

 

تصعيد العمليات العسكرية في غزة والأزمة الإنسانية

تتزامن زيارة روبيو مع تصعيد العمليات الإسرائيلية في قطاع غزة، في إطار خطة السيطرة على المدينة الكبرى. ويشير خبراء إلى أن الهجمات الإسرائيلية الأخيرة أدت إلى نزوح أعداد كبيرة من المدنيين، مع تفاقم أزمة الغذاء والمياه والخدمات الطبية.

وبحسب وزارة الصحة في غزة، ارتفع عدد القتلى إلى أكثر من 64 ألف شخص، معظمهم من النساء والأطفال، بينما أسفرت هجمات حماس عن مقتل 1219 شخصًا، بينهم مدنيون. ولا يزال هناك 47 محتجزًا في غزة، بينهم 25 لقوا حتفهم، ضمن 251 شخصًا خُطفوا خلال الهجوم الإسرائيلي الأول.


حل الدولتين والاعتراف الدولي بفلسطين

تواجه إسرائيل ضغوطًا دبلوماسية متزايدة، مع استعداد دول غربية مثل فرنسا وبريطانيا للاعتراف بدولة فلسطينية على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة. وقد أيدت 142 دولة القرار لإحياء حل الدولتين، بينما رفضته 22 دولة أو امتنعت عن التصويت.

وأكدت واشنطن أن هدفها مواجهة أي إجراءات أحادية الجانب من شأنها مكافأة حركة "حماس"، مع العمل على إعادة التوازن بين دعم إسرائيل والمساهمة في جهود السلام الدولية.

 


الضربات الإسرائيلية الأخيرة على قطر، التي استهدفت قادة الحركة، جاءت في إطار استراتيجية تهدف إلى تصفية ما تُسمى "العقبات" أمام إنهاء الحرب، لكنها فشلت في تهدئة الوضع الإقليمي، بل أثارت توترات جديدة مع حليفة واشنطن الأساسية في الوساطة، قطر.

 

زيارة ماركو روبيو إلى إسرائيل تمثل محطة حاسمة في إدارة الأزمة الراهنة بالشرق الأوسط، فهي تحمل رسائل مزدوجة: دعم صريح لإسرائيل على الصعيد العسكري والدبلوماسي، وتحذير صارم لحركة "حماس" بعدم عرقلة جهود السلام. في الوقت نفسه، تأتي في ظل تصاعد الأزمة الإنسانية في غزة وتحديات دبلوماسية كبرى، ما يجعل مستقبل المنطقة مرتبطًا بشكل وثيق بنتائج هذه الزيارة وموقف الأطراف الدولية من استعادة التوازن في الملف الفلسطيني-الإسرائيلي.

 

 


 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 2 + 2