ماركو روبيو يصل إسرائيل وسط تداعيات الضربات على قطر وتصعيد العمليات العسكرية في غزة

2025.09.14 - 11:32
Facebook Share
طباعة

وصل وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، صباح الأحد، إلى إسرائيل في زيارة رسمية، تأتي في وقت حساس على الصعيد الإقليمي والدولي، حيث تشهد المنطقة تصعيدًا عسكريًا غير مسبوقًا، لا سيما في قطاع غزة، إلى جانب توتر في العلاقات بين واشنطن وحليفتها قطر على خلفية الضربات الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت قادة حماس في الدوحة.

الدعم الأميركي لإسرائيل رغم الانتقادات

جدد روبيو خلال زيارته التأكيد على الدعم الأميركي لتل أبيب، مؤكدًا أن الانتقاد العلني النادر الذي وجّهه الرئيس السابق دونالد ترامب للضربات الإسرائيلية على قطر لن يؤثر في هذا الدعم. وقال للصحافيين: "ما حدث قد حدث، والرئيس لم يكن سعيدًا بذلك، لكن هذا لن يغير من طبيعة علاقتنا مع الإسرائيليين".

وأضاف روبيو أن الهدف الأساسي هو تقييم تأثير هذه الضربات على جهود التوصل إلى هدنة في الصراع المستمر منذ السابع من أكتوبر 2023، مشددًا على أن حركة حماس لا تزال موجودة، وأن إدارة واشنطن حريصة على المضي قدمًا في دعم إسرائيل مع محاولة التخفيف من التوترات الإقليمية.

الضربات على قطر والعقبات أمام السلام

أثارت الضربات الإسرائيلية غضب قطر، الحليف الرئيسي لواشنطن في المنطقة، حيث تلعب الدوحة دورًا محوريًا في الوساطة غير المباشرة بين إسرائيل وحماس، لا سيما فيما يتعلق بالإفراج عن الرهائن. وأكدت حماس نجاة رئيس وفدها المفاوض خليل الحية من القصف، ما يزيد من تعقيد جهود التوصل إلى هدنة.

في المقابل، دافع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن استهداف قادة الحركة، معتبرًا أن التخلص منهم سيزيل "العقبة الرئيسية" أمام إنهاء الحرب وإطلاق سراح الرهائن، وهو ما رد عليه منتدى عائلات الرهائن بوصف نتنياهو نفسه بالعقبة أمام الحل.

تصعيد العمليات العسكرية والأزمة الإنسانية

تأتي زيارة روبيو في وقت تصعّد فيه إسرائيل عملياتها العسكرية في إطار خطتها للسيطرة على مدينة غزة، التي تعد أكبر مدن القطاع وأكثرها اكتظاظًا بالسكان. وحذرت الأمم المتحدة وأطراف في المجتمع الدولي من أن العمليات العسكرية ونزوح المدنيين ستفاقم الأزمة الإنسانية التي وصلت إلى إعلان المجاعة رسميًا الشهر الماضي.

ووفق البيانات الرسمية، أسفر الهجوم الإسرائيلي عن مقتل أكثر من 64 ألف شخص، غالبيتهم من النساء والأطفال، في حين قتلت هجمات حماس أكثر من 1200 شخص، معظمهم من المدنيين. كما لا يزال هناك 47 محتجزًا في غزة، بينهم 25 لقوا حتفهم، ضمن 251 شخصًا خُطفوا خلال الهجوم الأول.

الأبعاد الدبلوماسية وحل الدولتين

تزامنت زيارة روبيو مع تحركات دولية لإحياء مسار حل الدولتين. فقد أيدت 142 دولة القرار في الجمعية العامة للأمم المتحدة لإحياء حل الدولتين، بينما رفضته 22 دولة أو امتنعت عن التصويت. وأكدت واشنطن أن هدفها مواجهة أي إجراءات أحادية الجانب من شأنها مكافأة حماس، بما في ذلك الاعتراف بدولة فلسطينية بشكل منفرد.

كما تخطط دول غربية، أبرزها فرنسا وبريطانيا، للاعتراف بفلسطين على هامش اجتماعات الجمعية العامة، في خطوة قد تزيد من تعقيد الموقف الإسرائيلي وتزيد الضغوط على واشنطن للحفاظ على توازن دعمها لإسرائيل والضغط على جميع الأطراف نحو هدنة.

 

زيارة روبيو تعكس رغبة الإدارة الأميركية في الحفاظ على الدعم العسكري والدبلوماسي لإسرائيل، رغم الغضب الإقليمي والدولي الناتج عن الضربات على قطر، في وقت تتصاعد فيه العمليات العسكرية في غزة وتزداد الأزمة الإنسانية حدة، مع ضغوط دبلوماسية متزايدة لإحياء حل الدولتين.

 


 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 1 + 3