نشرت صحيفة إسرائيلية تفاصيل ما وصفته بـ "أكبر عملية توغل" نفذها الجيش الإسرائيلي داخل الأراضي السورية منذ سقوط نظام بشار الأسد في كانون الأول الفائت. ووفقاً للصحيفة، فقد تقدمت القوات الإسرائيلية نحو 38 كيلومتراً داخل الأراضي السورية ضمن عملية أطلقت عليها اسم "الأخضر-الأبيض"، حيث سيطرت على قاعدتين عسكريتين تابعتين للجيش السوري السابق دون مقاومة كبيرة، بمشاركة مئات من جنود الاحتياط.
وأضافت الصحيفة أن القوات الإسرائيلية استولت على كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر، تشمل صواريخ مضادة للدروع وقذائف هاون وصواريخ قصيرة المدى، إضافة إلى دبابات وشاحنات عسكرية قديمة، مشيرة إلى أن العملية استغرقت 14 ساعة وشهدت لأول مرة استخدام وحدات مدفعية إسرائيلية داخل الأراضي السورية لتأمين القوات المشاركة.
السيطرة على مواقع استراتيجية
ذكرت الصحيفة أن الجيش الإسرائيلي أقام على طول الشريط الحدودي الجنوبي السوري ثمانية مواقع عسكرية، بعرض نحو 10 كيلومترات، في مناطق يطل عليها جبل الشيخ ومنطقة المثلث الحدودي. ووفق الصحيفة، فإن السيطرة على هذه المواقع تمنح تل أبيب ما وصفته بالقدرة على مراقبة طريق دمشق – بيروت وكشف طرق تهريب الأسلحة إلى "حزب الله" في لبنان.
وأشارت الصحيفة إلى أن جبل الشيخ يعتبر أولوية قصوى للقوات الإسرائيلية، حيث يسمح بمراقبة منطقة الجولان من كلا الجانبين، وأن الجيش الإسرائيلي لن يتخلى عنه حتى في حال انسحابه من المواقع الأخرى، حسبما ورد في التقرير.
تواصل مع القرى الدرزية
زعم التقرير أن الجنود الإسرائيليين تواصلوا مع بعض القرى الدرزية المحيطة بالمناطق التي سيطروا عليها، حيث قدم بعض السكان معلومات عن مواقع أسلحة تابعة للجيش السوري السابق، ما ساعد القوات على تحديد مواقع مخازن صواريخ قصيرة المدى وقاذفات مضادة للدبابات.
الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة
منذ سقوط نظام الأسد في كانون الأول، واصلت إسرائيل توغلاتها داخل الأراضي السورية، إلى جانب شن غارات جوية أدت إلى مقتل مدنيين وتدمير مواقع وآليات عسكرية، وفق ما أوردته المصادر الإسرائيلية. وقد دانت سوريا مراراً هذه الانتهاكات، مؤكدة التزامها باتفاقية فض الاشتباك الموقعة عام 1974، وسط استمرار المفاوضات مع إسرائيل، سواء مباشرة أو عبر وسطاء دوليين، لمحاولة إعادة تطبيق الاتفاق.
تكشف هذه التقارير عن تصعيد إسرائيلي متواصل في جنوب سوريا، يمثل خرقاً صارخاً للسيادة الوطنية، ويضع سوريا في مواجهة مستمرة مع انتهاكات يومية تتعلق بالحدود الجنوبية والمناطق الاستراتيجية، في وقت تسعى فيه دمشق للحفاظ على سيادتها وأمنها الوطني ضمن اتفاقيات دولية قائمة.